مسرحية ” الطوفان”: مرافعة للهوية والتراث

عالجت مسرحية “الطوفان” للمخرج عبد الغني شنتوف، ضمن عروض خارج المنافسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الـ 15، يوم الاثنين 26 ديسمبر 2022، بقاعة مسرح الجزائر الوسطى، موضوعا مهما، لطالما شغل يوميات العائلات ألا وهو ” “الميراث”.

يحمل العرض في عمقه قضية مهمة جدا، وهي الحفاظ على الهوية والتراث، اللذان يعتبران، رمزا من رموز الوطن، في طابع هزلي فكاهي، أضاف إليه المخرج، توابل جديدة، لتمكين المشاهد من الوقوف على تفاصيل عديدة فيما يخص قضايا الميراث في أوجه المتعددة وكذا الهوية والتراث بشقيه الظاهر والباطن.

تدور أحداث المسرحية، في حوار بين ثلاث إخوة يختلفون في وجهة نظرتهم للحياة، وكذا اهتماماتهم، بين مهاجر اندمج في حياة الغرب لم يحضر حتى لجنازة والده، وأخر يظهر أنه شخص متدين، وثالثهم جندي، تبدأ القصة حينما يتوفى الوالد، ويترك وصية بعدم بيع البيت الذي يعتبر إرثا للعائلة و كذا رمزا لهويتهم، لكن الأبناء يرون عكس هذا، وينظرون للبيت، بمنظار مادي بحت، من هنا يبدأ الصراع بين الأخوة كل يريد المنزل للبيع وقبض ماله، مادام هناك من يريد شراء هذا بالبيت، لكن كلما وصل أحد الإخوة إلى اتفاق مع من يريد البيت، وهم في الأصل من لهم علاقة بالإخوة، سواء صديقة أو عشيقة أو خطيبة، حتى تهتز أركان البيت، وتعم الفوضى في شكل طوفان، يحول دون بيع البيت.

بين الجرأة الفنية والفكاهة، استطاع المخرج وفريق العمل، أن ينقل الكثير من التفاصيل الخفية في المجتمع، من أجل قضية مهمة، وهي ضرورة الحفاظ على الهوية التي لا تقدر بثمن، سواء داخل العائلة وهو الميراث بكل أنواعه من ممتلكات مادية وغيرها أو كل ما يتعلق بهوية الوطن.  هذا وقد تداول على أدوار هذا العرض كل من الممثل، أحمد بشار، محمد سبان، سعيدة حمزاوي، عبد الغاني عيشاوي، ياسين بن دية، خولة بوزيدة، محمد بريك شاوش، اسماعيل آيت عمار.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *