المهرجان الوطني الـ 14 للمسرح المحترف.. عودة الروح للخشبة

عاد ركح المسرح الوطني الجزائري ليتنفس المسرح من جديد، بعد سنتين من الغياب، ليفتح أبوابه أمام جمهوره من بوابة المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الـ 14، دورة كسابقاتها ببرنامج ثري، سواء على المستوى الفني أو الفكري، بحضور صناع الفن الرابع ومحبيه في الجزائر، والفائز في الأخير هو المسرح.

الدورة الرابعة عشرة لهذا الحدث المسرحي الكبير، تكون من 11 إلى 21 مارس 2021 بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بمختلف فضاءاته، وتعرف مشاركة 9 مسرحيات من إنتاج المسارح الجهوية والمسرح الوطني الجزائري والفرقة الفائزة بالمرتبة الأولى في المهرجان المحلي للمسرح المحترف في قالمة، في المسابقة الرسمية للمهرجان للتنافس على جوائز المسابقة الثمانية وهي جائزة أحسن عرض متكامل، والإخراج، النص، السينوغرافيا، الإبداع الموسيقي، أحسن دور نسائي، أحسن دور رجالي، وجائزة لجنة التحكيم.

تقليد مهم جدا، صار بصمة خاصة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، ويحظى باهتمام كبير سواء من المختصين أو الجمهور العادي، وهو النقاشات التي تلي عروض المسابقة الرسمية، لذلك تؤكد إدارة المهرجان على أن تكون جميع العروض المتنافسة على جوائز المهرجان، متبوعة بنقاشات مع النقاد والجمهور.

البرنامج الرسمي خارج المسابقة هو الآخر حاضر في هذه الدورة، مثلما دأب عليه المهرجان منذ تأسيسه وهو تقليد حافظ عليه من أجل تأثيث برنامجه وفتح المجال أمام المواهب الشابة في الجزائر عبر التعاونيات والجمعيات المسرحية، حيث ستقدم 9 فرق عروضها خارج المنافسة.

إدارة المهرجان هذا العام، لم تغفل كما جرى عليه التقليد، عروض مسرح الشارع في ساحة محمد التوري مقابل بناية المسرح الوطني الجزائري، حيث نظمت عرضين، الأول هو “الحلقة” والثاني نشاط خاص بالأطفال.

ويتضمن برنامج الدورة 14 ورشات تدريبية وندوات فكرية وتكريمات ولقاء أدبي وجلسات البيع بالإهداء.

الجانب الأكاديمي في المهرجان مهم جدا، ويستوجب فتح النقاش في مجال المسرح الواسع، لذلك إدارة المهرجان هذا العام اختارت ثلاث ندوات فكرية يؤطرها أهل الاختصاص، وستكون الندوة الأولى حول مساهمة التعاونيات المسرحية في الحركة المسرحية الجزائرية، أما الندوة الثانية فسميت “ندوة المتوجون..لقاء مع المخرجين الفائزين في المهرجان الوطني للمسرح المحترف”، فيما سيناقش اللقاء الثالث “دور المهرجانات في ترقية الفعل المسرحي في الجزائر”.

العلاقة بين الأدب والمسرح ضاربة في التاريخ، وطالما استمد أبو الفنون روائعه من الرواية والشعر، لذلك المهرجان هذه السنة، اختار برنامجا أدبيا مرافقا للمهرجان يشرف عليه الكاتب عبد الرزاق بوكبة، ويعرف مشاركة أسماء مميزة في الساحة الروائية الجزائرية، ناهيك عن نخبة من الكتاب توقع يوميا مؤلفاتها ببهو المسرح الوطني الجزائري.

الورشات وما تحمله من بعد تكويني، صارت ركيزة في كل الفنون، ودعامة لأكبر المهرجانات في العالم، والمهرجان في دورته الـ 14 اختار ثلاثة ورشات من تأطير أساتذة مختصين جمعوا الشق الأكاديمي والفني في آن واحد، حيث خصص ورشة للمسرح الإذاعي يؤطرها الفنان عبد النور شلوش وورشة السينوغرافيا يشرف عليها فوزي بن حيمي وورشة مسرح الطفل يديرها عباس محمد إسلام.

العرفان مهم جدا في حياة الإنسان قبل الفنان، لذلك اختارت محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، عددا من الوجوه الفنية لتكريمها خلال حفل الافتتاح، والبداية بالفنان الراحل محمود بوحموم الذي غادرنا منذ أشهر، تميز قبل وفاته في مسرحية “جي بي أس” المتوجة بالجائزة الكبرى في الدورة الأخيرة من مهرجان المسرح العربي.

ويكرم المهرجان في دورته 14 الفنان حميد عاشوري والممثلة ليديا لعريني وتقني الإضاءة بالمسرح الوطني الجزائري مختار موفق.

فيصل شيباني

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *