“حلم غير مثقوب” لجمعية الأقواس- المدية : متاهة البحث عن الحلم

قدمت جمعية الأقواس لمواهب الشباب لولاية المدية، ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته ال15 عرض “حلم غير مثقوب” لهاورن الكيلاني التي تولي الإخراج وكتابة النص، يوم الجمعة 30 ديسمبر 2022، بالمسرح الوطني الجزائري.

تقترح مسرحية” حلم غير مثقوب” مجموعة من المواقف الإنسانية تعيشها شخوص العمل في فضاء غير محدد المكان و الزمان، تعيش التيه وتدخل في صراع نفسي من أجل الخروج من حالة ” الحلم المتعفن” بحثا عن المخرج والطريق.

تتعدد القراءات والتأويلات التي يمكن أن يخرج بها المشاهد لعرض هارون الكيلاني لأنه يتمحور حول السؤال الوجودي الأبدي للإنسان هو الحرية والبحث عن الانعتاق  والاكراهات.

تبدو شخصيات العرض حاضرة جسديا بقوة على الخشبة لكن المشاهد للعرض يقف أيضا على الغياب “الهوياتي” لهذه الشخوص التي تبحث عن نفسها ، عن مخارجها عن أسمائها.

فشخصية”وهو” (حليم علال) لا تصارع فقط من أجل  إيجاد المخرج من حلم متعفن لكنها أيضا تناضل للخروج من حالة الشك وإدراك حقيقة الاسم هل هو اسمه حقا؟

ومثله أيضا تعيش شخصيات”بخاح” (عبد المنعم خلادي) ، و”لبيدة” (أسماء بن إيمان) حالة الانمحاء و الاستلاب و الارتهان للواقع و اكراهاته الذي يشدها و يمنعها من التحرر وهي تتقاسم الفضاء مع  شخصيات بقدر حضورها الجسدي كان غيابها هوياتنا اشتغال مؤرق لها و هي شخصيات”داسق” (أويس يحياوي) و “سعيل” (محمد علال) و”الملاح” (يوسف سوايحي).

يبدو المخرج هارون الكيلاني وفيا في هذا العرض لخياراته الجمالية من خلال بصمة تراثية استغل فيها التراث الصوفي الجزائري  والتراث الغنائي و الموسيقي الذي يستلهم الفضاء الصحراوي” بحيث كان فضاءه مثقلا بالرموز و يعطي قراءات متعددة للنص.

تجري أحداث العرض وتتصارع شخصياته ضمن سياق وصيرورة عبثية استلهم من خلاله الكيلاني “مسرح العبث” مدعوما بالمؤثرات البصرية التي تحيل إلى محاكاة أعمال سينمائية ضمن الخيال العلمي.

شارك المقال