ندوة دور المهرجانات:تظاهرات تخلق ديناميكية وتنمية لمجالات عديدة

نشطت ندوة خاصة بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف بنادي امحمد بن قطاف صباح الخميس 18 مارس 2021، حول دور المهرجانات في ترقية الفعل المسرحي في الجزائر، من تنشيط الأكاديمي محمد الأمين بحري، وشهدت تدخلات كل من ابراهيم نوال، وحميد علاوي وبوبكر سكيني وحسان عسوس.

في البداية، قال حسان عسوس مدير السابق للمسرح سيدي بلعباس ومحافظ مهرجان المحلي للمسرح بالمدينة سابقا، “إن الفرق المحلية بسيدي بلعباس كانت تخلق ديناميك مميز يتضمن نشاط ثقافي مسرحي، من أجل المشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف والوقوف على ركح باشطارزي الذي يشكل حلم وهاجس كل مسرحي”.

وأضاف عسوس أن أسبوع المسرح له خصوصية تتفرد بها ولاية سيدي بلعباس، والمهرجان المحلي يعطي هو الأخر بطاقة خضراء لعرض مسرحيات ليس فقط في المدن الكبرى ولكن حتى في القرى والمداشر التي لا تشاهد الفن الرابع، لتكون لها فرصة التعرف على أبو الفنون.

وكانت إبراهيم نوال أستاذ بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري،مداخلة خصها بعنوان “المهرجانات… تنمية ثقافية أم احتفالية”، قال فيها إن المهرجانات انخفضت بنسبة 65 بالمئة جاءت تزامنا مع ما سمي بإرشاد النفاقات، لكن على وزارة الثقافة والفنون أن تدعم المهرجانات الثقافية على أساس مشاريع تتقدمها جمعيات ثقافية وفنية لابراز مقومات الهوية الوطنية والمساهمة في التنشيط الثقافي والاجتماعي والفكري والسياحي والاقتصادي.

وأكد الأستاذ نوال ابراهيم المدير الفني السابق بالمهرجان المحترف ومحافظ سابق للمهرجان الدولي للمسرح أن المهرجانات تعمل على التحسين من أدائها والتطوير من برامجها لتساير مستوى التطلعات وطموح كل المواطنين عامة والمثقفين والمبدعين خاصة، وبهذه الصفة تكلف بالعديد من المهام أساسها بعث الابداع وعرض الأعمال الفنية المسرحية والأدبية وتشجيعها المساعدة في إبراز الهوية، فتح الحوار المعرفي الفكري لتلقين مختلف ألوان الثقافة والفنون، تشجيع الابداعات الفنية المسرحية وتطويرها، إلى جانب تثمين كل التجارب المسرحية والفنون الفرجوية، تنظيم أيام تكوينية وملتقيات علمية وزيارات ثقافية.

وبشأن الانطباع العام بتضخم المهرجانات الفنية ذكر نوال أن تنظيم حوالي مئتي مهرجان فني سنويا ليس بشيء الكبير بالمقارنة مع دول أخرى في أوروبا وأمريكا الاتينية وحتى في المغرب وتونس.

في الأخير قال إبراهيم نوال “اننا نناضل من أجل إدماج الثقافة في السياسات العمومية، بأن المهرجانات أداة لسياسة ثقافية وتنموية شاملة وليست غاية، والحال أنها في غالبيتها لحظات احتفالية عابرة مفصولة عن سياقها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وتفتقر إلى رؤية تنموية مستدامة”.

قدم الأكاديمي حميد علاوي المكلف بلجنة التنظيم بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف هو الأخر مداخلة بعنوان “المهرجان الوطني للمسرح المحترف رؤية من الداخل”، حيث قال إن الشأن الثقافي يعاني ولاسيما المسرح وإذا حجبنا المهرجانات سنزيد من ظلامية المجتمع الجزائري، وعليه لابد من إعادة التفكير في التنظيم والتمويل وإعادة التهيئة من جديد.

وأضاف، المهرجان لابد أن يكون نتاج عام من النشاط لكي يكون التحضير الجيد وعروض جيدة، وتفعيل الانتاج داخل المسرح سيصنع مهرجان متميز نوعيا، كما للإعلام الثقافي دور مهم في متابعة وتغطية المهرجانات الثقافية.

كما نوه علاوي إلى ضرورة الاستثمار الثقافي في المهرجان وجعله مجالا وسوقا للإبداع بعقد عدة اتفاقيات، لخلق ريع اقتصادي في مجال الثقافة.

أما بوبكر سكيني مكلف بالإتصال بالمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية قال في هذا الصدد “انطلقت أيام المسرح للمسرحي حسن الحسني المعروف ببوقرة واعتمد رسميا كمهرجان وطني للمسرح الفكاهي لتتنافس العروض على العنفود الذهبي عام 2006، وهو الذي يعتمد على أساليب وجماليات ضمن العروض الفكاهية التي تجمع الممارسين في التعاونيات والجمعيات وحتى المسارح الجهوية، له برنامج أساسي قائم على الاحتكاك واللقاء، له برنامج أيضا موازي كندوات وورش تكوينية ذات تيمة أساسية تشكل محور المهرجان، وقد اعتمد مؤخرا موضوع “المسرح ودوره في تهيئة الفرد اجتماعيا” التي تفيد بالعلاج بالمسرح لكل من الاضطرابات النفسية والعقلية.

وأفاد بوبكر أن وقت المهرجان الفكاهي بالمدية اعتمد بعد انخفاض الميزانية على المساهمات من قبل رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية.

صارة بوعياد

شارك المقال