الحكواتي قادة بن شميسة: مسرح الشارع يساهم في مصالحة الجمهور مع القاعات

  •  شاركت في المهرجان بعرض” القافلة” ضمن مسرح الشارع، هل وجد هذا المسرح اليوم مكانته؟

هذا المسرح هو جزء من تراثنا، في زمن الاستعمار الفرنسي كان المسرح حكرا على الفرنسيين، وبعض من الطبقة البرجوازية الجزائرية، لهذا كان عامة الشعب يلجئون للقوال والحلقة والحكواتي. واستمر هذا النوع من المسرح أيضا بعد الاستقلال ،وفي فترة السبعينات مثلا عندما كنا نذهب ضمن قوافل التطوع الثقافي ونقدم عروضنا ثم حدثت القطيعة .ولكن مسرح الشارع بقي كفكرة إلى أن أعيد مؤخرا له الاعتبار من طرف عدة فرق في عديد مناطق الوطن مثل قسنطينة وهران بلعباس و غيرها.

  • ما هو دور مسرح الشارع وأي مهمة له اليوم؟

مسرح الشارع يساهم في ربط الصلة بين الجمهور والقاعات، لأنه يتعين علينا اليوم أن نذهب نحن نحو الجمهور بعدما حدثت القطيعة مع المسارح خاصة خلال العشرية السوداء.

وهنا أتوقف لأذكر بعض من تجاربي في الدول الأوروبية حيث أتيحت لي الفرصة للمشاركة في عدة مهرجانات وعروض في الخارج، حيث يخضع هذا المجال للتنظيم، ويلقى ما يستحقه من اهتمام. بينما عندنا ما يزال يعامل بدونية، وأصحابه يصنفون كهواة. مثلا كانت لي تجربة في اسبانيا اكتشفت من خلالها أن حكواتي جدي والقوال له حضور هناك.

وأريد أن أشير هنا أيضا إلى أن الجمهور يقبل على العروض التي تقدم له في الشارع، حيث لمسنا أينما حللنا اهتمام من طرف الناس المتعطشين للعروض، وقد لمسنا هذا  في عدة عروض وجولات في عديد مناطق الوطن على غرار قرى ومناطق القبائل أو في أدرار مثلا حيث عدنا مؤخرا، أو مناطق أخرى سبق و قدمنا فيها عروضنا.

  • وهل هناك إقبال من طرف الشباب لممارسة مسرح الشارع  وهل ثمة تكوين في هذا المجال؟

الإقبال من طرف الشباب موجود، ولكن علينا أن نتوقف عند التكوين لأنه صار اليوم كل من هب ودب يدعي أنه مكون. ونجد اليوم من يقول أنه دكتور ويحاضر حول المسرح وهو في حياته لم يفتح يوما باب المسرح، ولم يشاهد مسرحية في حياته، وهذه جريمة في حق المسرح.

علينا إعادة النظر في هذا المجال. التكوين مهم جدا ومطلب لا غنى عنه، لكن يجب أن يسند فقط للمحترفين والمتخصصين وأصحاب الميدان، لأن الادعاء في التكوين بفتح الباب للادعاء في المسرح، ولن نصل للهدف المرجو من العملية وهي تكوين نخبة مسرحية.  

شارك المقال