“غصة عبور” لمسرح باتنة الجهوي: البوح لربط الوصال بالمكان والزمان

استمتع جمهور المسرح، بعرض مسرحية “غصة عبور” للمخرج توفيق بخوش وإنتاج المسرح الجهوي لباتنة، ضمن عروض داخل المنافسة للمسرح المحترف في دورته الـ15، عرض تجاوز الساعة وربع من الوقت، حكاية خمسة أشخاص، عالقين فوق جسر، تحت رحمة حارسه الذي يريد منهم السير والعبور بدل التجمهر، لكنهم لا هم تقدموا إلى الأمام، ولا هم قادرين على العودة للخلف، لتصبح هذه اللحظة لحظة للبوح، من أجل تخفيف ألم الانقطاع في هذا المكان، بحيث يتداول هؤلاء الغرباء على نقل معاناتهم كل على حسب منصبه في الحياة ويروي قصته.

بداية من المحاسب” سعيد” المتقاعد، يتحدث عن تقاعده وعائلته ووفاة زوجته ونكران أولاده له، وكذا الشاعر المغترب ” عماد” الذي تعرض للتضييق بسبب الكتابة وبترت أصابعه من أجلها، يتحدث عن حب الوطن وهو العائد إليه حاملا الحنين إلى الكثير من الأمكنة فيه، الفتى اليتيم “وصال” الذي وجد نفسه دون هوية بعد هروبه من السجن باحثا عن الانتماء، بالإضافة إلى “الزوجة” التي عانت من ويلات الخيانة من زوجها واكتشفت أنه عميل خانها وخان وطنها، ومعهم رجل الأعمال السيد “يحيى”، الذي يعتقد أن بالمال والسلطان تسير الحياة، وبها تغير الطبيعة وحتى القانون، العارف بخفايا الحياة في اعتقاده. وتزيد المأساة حينما يُطلب منهم رمي ما يحملون معهم من أجل تخفيف الحمل على الجسر الهش، والتي تحمل في الحقيقة أسرارهم. المسرحية ناطقة باللغة العربية الفصحى، تداول على أدواره، كل من الممثل عز الدين بن عمر، ديزي عبد الرؤوف وعقبة فرحات، الفنانة هيبة أوجيت، وكذا عصام خنوش وسمير أوجيت. صنعوا توليفة مأساة تحكى في سجن معلق بين السماء والأرض، اجتمع عندها خمسة أشخاص كل يحمل غصة في قلبه، بين من عانى الظلم في الوطن بسبب القلم، التنكر لخدمة الآباء من طرف الأولاد، آفة الخيانة، قوة المال والسلطان، وحتى نظرة الرجال للنساء، وكذا من لا هوية لهم.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *