مسرحية “الجدار الخامس”.. ترافع للمسرح في الجزائر

قدم مسرح سيدي بلعباس الجهوي مسرحية”الجدار الخامس” للمخرج عزالدين عبار، اليوم السبت 13 مارس 2021، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، ضمن منافسة مهرجان المسرح الوطني المحترف الـ14، بحضور جمهور مقبول، يتقدمهم ممثلون وفنانون معروفون، وبغياب المخرج.

جمع “الجدار الخامس” خمس ممثلات على خشبة بشطارزي، وبهن رافع المخرج عبار للمسرح، أب الفنون، بالاشتغال على مسرحية داخل مسرحية دون أن ينفصل عن الواقع المعيش وأحداث الراهن، حيث قدم صاحب العرض خطابا انتقاديا في جل أطوار العمل، إلى الواقع الذي يعيشه الفن الرابع اليوم من خلال “الدخلاء” الذين أوجدوا لنفسهم مكانا دون مراعاة قيمه وقواعده التي أسس لها الكبار سواء في العالم العربي أو الغربي.

جسد المخرج العرض بالاعتماد على أربع ممثلات على الخشبة والخامسة مخرجة، تختلف شخصية كل واحدة عن الأخرى سواء في التفكير أو في طريقة رؤيتها للمسرح، كما هو الحال حول رؤيتهن للواقع الذي كنّ حبيسات فيه، الأمر نفسه، حيث وجدن أنفسهن سجينات داخل نص، داخل فكر مخرجة لا تعترف بآرائهن، بل ترى رأيها وفلسفتها هي الصواب وفلسفتهن خاطئة.

أبرز المخرج ذلك الصراع والاختلاف بين الممثلات اللاتي تبحث كل واحدة منهن بإبداعها عن التميز وأداء البطولة، همّهن النجومية والتألق أحيانا على حساب لب المسرح وكنهه، وأحيانا أخرى على حساب الذات غير أنّ النضال والالتزام بدور المسرح ورسالته أخذ حيزا مهما عاكسا انتصاره، لا لشيء سوى لأنّ المسرح حياة، رسالة، فن، حب، قضية وحرية.

رؤية واقعية بإسقاطات كثيرة عرّت حقيقة المسرح في الجزائر وبصورة عامة الفن، ليس من أجل تقديم نظرة سلبية عنه، بل لكشف مواضع الألم ومكامن الخلل، في إشارة منه إلى امتهان المسرح أشخاص بعيدين كل البعد عن الممارسة المسرحية ولو يمتلكون الموهبة.. قادمون من عالم افتراضي عالم الفايسبوك والأنستغرام.

وسط الصراع الدائر بين الممثلات يستعيد صاحب العمل أمجاد المسرح الجزائري أمثال عبد القادر علولة، كاتب ياسين وتوري وبودية وآخرين، وكأنّه يتأسف لما آل إليه حال المسرح الجزائري اليوم.

جاء الديكور والسينوغرافيا بسيطين، يعكسان موضوع المسرحية التي جسدت على خشبة تقاسمتها ممثلات هن نوال بن عيسى “رشيدة”، مايا لعميس “نادية”، نوال عواق “حنان”، أمينة تواتي “شهرة” وصحبي نصيرة “وحيدة المخرجة”.

نص “الجدار الخامس” لعلي تامرت، دراماتورج يوسف ميلة، مساعد مخرج عبد الإله مربوح، ألف الموسيقى عبد الغاني محمودي، وأعد السينوغرافيا مراد بوشهير.

حسان.م

شارك المقال