التجربة المسرحية في برج منايل: استعراض لأبرز المحطات التاريخية

ضمن محور الندوات التي سطرتها محافظة مهرجان المسرح المحترف الـ15 للاحتفاء وتوثيق التجارب المسرحية للتعاونيات والفرق الخاصة، احتضنت قاعة أمحمد بن قطاف ندوة حول تجربة فرقة حركة مسرح برج منايل.

 نشط الندوة عدد من الفاعلين والممثلين في هذه الفرق حيث افتتح المخرج عمر فطموش النقاش بالتطرق لتاريخ الحركة المسرحية  في ناحية برج منايل، وقال المتحدث إن  النشاط المسرحي فيها يعود إلى 1941 مع الكشافة الإسلامية.

واستعرض فطموش، في مداخلته، مختلف المراحل التاريخية للحركة المسرحية في برج منايل حيث عرفت فترة الستينيات حركية نشيطة خاصة في مقاهي المدنية وخلال حفلات الشعبي. وحسب فطموش فقد كان يتخلل هذه الأعراس تقديم عروض مسرحية ساهمت في نشر ثقافة المسرح لدى جمهور وسكان برج منايل.

وأشار المتحدث إلى أن المنافسة كانت كبيرة بين  شبيبة جبهة التحرير وبين الكشافة الإسلامية على احتواء هذه الحركة، وتوقف فطموش عند  أبرز محطات الحركة المسرحية المنايلية.

وقال فطموش في هذا السياق إنه في سبعينات القرن الماضي حمل كاتب ياسين مسرحه إلى برج منايل و هناك حدثت “صدمة جمالية” للمسرحيين، حيث اكتشف الشباب طريقة مغايرة في تقديم المسرح ومن هنا ولدت “الحركة المسرحية المنايلية” سنة 1976 والتي تأثرت في بداياتها بما كان يقدمه كاتب ياسين و كان أول عمل قدمته كان مزيجا ومقتطفات من أعمال ياسين.

وأضاف فطموش في ذات اللقاء، أن فترة الثمانينات عرفت نضج الحركة المسرحية في برج منايل حتى أنها استضافت مهرجان جهوي للمسرح حضرته 20 فرقة و استقطب كبار الأسماء. كان هذا قبل أن يصطدم المسرحيون مع الحزب الواحد إذ تم منع الفرقة ومنع العروض التي كانت تقدمها.

كما توقف فطموش عند فترة التسعينات التي واجه خلالها المسرحيون في برج منايل وضعا صعبا أملته الظروف الأمنية للبلاد في تلك الفترة، لكن الحركة استمرت حتى في عزّ الإرهاب، حيث استمر الفريق في تقديم العروض في مختلف مناطق الوطن. وفي سنة 1998  تأسست تعاونية مسرح السنجاب، وهي أول فرقة خاصة ومستقلة ظهرت وهي الفرقة التي تفرعت منها عديد الفرق في الولاية، حيث ضمت برج منايل تسع فرق إضافة إلى 13 فرقة في مختلف مناطق بومرداس. وساهمت تعاونية السنجاب في إطلاق مدرسة للتكوين. وقال فطموش في السياق ذاته أن حركة مسرح برج منايل كان  لها الفضل في تشجيع ودعم تقديم أول عرض مسرحي ناطق بالأمازيغية ضمن مهرجان مسرح مستغانم رغم المعارضة التي لقيتها هذه الخطوة.

 وفي سياق مماثل  قال فطموش ان تعاونية السنجاب نشطت  خمس سنوات بدون دعم الوزارة و كانت  تحقق مداخيل تقدر ب45 مليون في الشهر . كما توقف المتحدث عن التوقف الاضطراري الذي عاشته الفرقة بسبب زلزال بومرداس وانقطاع دام عشر سنوات قبل ان تستعيد نشاطها مؤخرا.

من جهته توقف رفيق فطموش عند دور تعاونية السنجاب في غرس ثقافة المسرح لدى الأطفال مؤكدا أن المسرح ثقافة في مدينة برج امنايل بحيث يمكن العثور و بسهولة في داخل كل إنسان في برج امنايل على مسرحي و ممثل وهذا بفضل العروض التي كانت تقدم و منذ سنوات للشباب و الأطفال في مختلف المؤسسات التربوية ودار الشباب.

وفضل الممثل  أحسن عزازني الحديث عن تجربته ضمن حركة المسرح لبرج امنايل والتي بدأها مع عمر فطموش  الذي اكتشفه ومنحه الفرصة  للبروز وقضى بعدها أربعين عاما في خدمة المسرح ضمن مدارس عديد تنقل خلالها بين العمل مع فطموش، وفوزية ايت الحاج وبوقرموح.  وأكد عزازني أن جمهور برج أمنايل هو جمهور مسرحي بامتياز  بحث يمكن إيجاد فرقة و فنان في كل مقهي في كل حي وفي كل مؤسسة تربوية.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *