الورشات التكوينية نوافذ مفتوحة على مهن وتخصصات الممارسة المسرحية

شهد فضاء امحمد بن قطاف، اليوم الأربعاء 28 ديسمبر 2022،  توزيع شهادات المشاركة على المتربصين في الورشات التكوينية التي نظمتها محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، والتي شكلت نوافذ مفتوحة على المهن والتخصصات المرتبطة بالممارسة المسرحية، سواء تعلق الأمر بالنقد المسرحي أو المسرح الإذاعي أو فن الحكواتي أو التربية الموسيقية أو التربية الصوتية.

وقد اختارت محافظة المهرجان، هذه السنة أيضا أن توسع من مجالات التكوين واستعانت بأسماء معروفة وبارزة لتأطير خمسة ورشات توزعت عبر قاعات الحاج عمر وسينماتيك الجزائر ومعهد الموسيقى، وهي موجهة بالأساس إلى طلبة معهد فنون العرض والسمعي البصري وكذا طلبة الإعلام والاتصال والممثلين الهواة والمحترفين وأيضا إلى الإعلاميين الراغبين في التخصص وتعميق معارفهم في المجال.

 فنجد كل من الأساتذة حميد علاوي وأحمد شنيقي وكمال شيرازي في النقد المسرحي، وماحي صديق صاحب الخبرة الطويلة في فن الحكواتي، وزامي محمد في التربية الموسيقية وعبد الحكيم لمداني في الأداء الصوتي، والممثل المخضرم عبد النور شلوش رفقة المخرج المتخصص محمد شنيوني في المسرح الإذاعي.

واستقطبت ورشة “فن الحكواتي” التي يشرف عليها الراوي القدير ماحي صديق بقاعة السينماتيك بالجزائر العاصمة، اهتمام مجموعة من الطلبة وممارسي المسرح بما تضمنه من تكوين عملي لتعزيز معارفهم في مجال فن الحكاية التراثية الذي يعد من صميم تقاليد الممارسة المسرحية الجزائرية ومن أشكاله الأصيلة.

وقد أوضح الحكواتي ماحي صديق أن ورشته التدريبية، تعرف مشاركة مجموعة من طلبة أقسام الفنون والمنخرطين في الجمعيات والمسارح الجهوية على المستوى الوطني بهدف “تبسيط مفاهيم تتعلق بهذه الممارسة العريقة في الشكل المسرحي الاحتفالي الذي يستمد وجوده من التراث الجزائري العريق وإعطاء الطلبة أسرار وطقوس الحكاية”.

وذكر الراوي ماحي أن الهدف من هذه الورشة الحية يكمن في”نقل كل ما يمتلكه من شغف وخبرة وممارسة تمتد لأكثر من 40 سنة في مجال الحكواتية وفن القوال “، وهو بمثابة جسر ثقافي مع الآخر وجزء من تراثنا اللامادي الذي من الضروري الحفاظ عليه وحمايته لإبراز الهوية الجزائرية.

واكتشف متربصو ورشة فن الحكواتي، منذ انطلاق المهرجان وإلى غاية نهايته، مفاهيم عامة عن الحكاية وتاريخها وتسمياتها المختلفة في الفضاء الثقافي والسردي بالمنطقة العربية التي تتراوح ما بين الحكواتي، المداح، الراوي، القوال وغيرها. ناهيك عن تعرفهم على العناصر الجوهرية التي يبنى عليها الحكواتي أصول عمله بصفته شكل مسرحي، على غرار المقدمة والحبكة والختام وبنية الشخوص والمكان مع مراعاة معايير أخرى.

المسرح الإذاعي.. بوابة الفن الرابع المسموع

وانهمك الفنان عبد النور شلوش رفقة المخرج محمد شنيوني، في تمارين تطبيقية لأصول القراءة والتعبير الصوتي، الذي يجب أن يتحلى به الممثل الإذاعي، حيث ركزا في ورشتهما التكوينية، على أهمية الصوت وحسن القراءة لمنح النص الانحناءات التي يستحقها والألوان التي يتطلبها كل كلمة ومعانيها.

لقد كانت الفرصة لهذا الثنائي المختص، أن يقفا على مدى شغف الجيل الجديد في اكتشاف أصول هذا التمثيل الذي لا يعتمد على أضواء الركح لكنه يمنح عبر الصوت إمضاءات تمتع المستمع وتؤثر فيه.

واتبع الممثل شلوش منهجية تسمح للمتربصين بالتعرف أولا على ماهية المسرح الإذاعي وتاريخه، قبل الخوض في التمارين التطبيقية وقراءة النصوص بصوت عال، وتسجيل الملاحظات، مع التركيز على مخارج الخروف والقدرة على التحكم في إيقاع النص ومعانيه والتفاعل مع كلماته أثناء القراءة.

وقال إن المسرح الإذاعي “هو الفضاء الفني الذي اختاره المناضلين الجزائريين الرواد من أجل نقل صوت الجزائر إلى العالم” واعتبر أن أهمية المسرح الأثيري في المشهد الإعلامي الدولي، يدفعه وكل المحبين إلى المطالبة بإعادة وهج هذا النشاط الفني والفكري والإعلامي وتوفير مساحات زمنية له كافية عبر مختلف المحطات الإذاعية التي تحضيها مؤسسة الإذاعة الوطنية.

من جهته، ينتمي المخرج محمد شنيوني، إلى دفعة المخرجين الذين تكونوا في هذا الاختصاص بفرنسا في سنوات الثمانينات.

ويؤكد أن “الهدف من الورشة هو تلقين الجيل الصاعد أساسيات المسرح الإذاعي وتعريفهم بهذا النوع المسرحي الذي يبث عبر الأثير، ذلك أن الفن الدرامي في الإذاعة له خصوصياته التي تميزه عن التلفزيون والسينما.. يعتمد على قدرة الممثل في تحويل النص إلى صورة مسموعة، ومنح المستمع مساحة للخيال والتفاعل مع الأحداث ضمن مساحة زمنية أثيرية محددة”.

الموسيقى المسرحية والأداء الصوتي.. 

وقال زامي محمد، بخصوص تجربته مع المتربصين في مجال الموسيقى المسرحية، إنه بدأ العمل مع المتربصين بناء على مستوى كل واحد منهم، والتي حدد على ضوئها منهجية التدريب خاصة للذين لا يتقنون العزف.

كما عكف المتربصون على سماع مقطوعات موسيقية بالاستعانة بآلات موسيقية هي البيانو، الكمان والسكاسفون ثم تحليلها والتعرف على الآلات الموسيقية التي تشكلها وذلك بهدف ترويض السمع.

وعبر الأستاذ زامي، بالمناسبة، عن رغبته في تمديد فترة التربص من اجل مضاعفة عدد التمارين التطبيقية بالقول: “قمنا بتمارين كثيرة كنا نتمنى لو كانت أطول حتى تعم الفائدة خاصة بالنسبة للمتفوقين والمتميزين الذين اكتشفتهم”. ويتقارب عمل الورشتين المتخصصتين في الموسيقى المسرحية والأداء الصوتي كونهما يعتمدان على الحس الفني والتربية الموسيقية للمتربص، ومدى قدرته على فهم إيقاع النص المسرحي لمرافقته بالأدوات الصوتية اللازمة، سواء كانت آلات موسيقية أو مؤثرات.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *