رهان التوثيق لذاكرة المسرح

في إطار الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف وكمبادرة هي الأولى من نوعها تم تشكيل لجنة مكونة من شباب خريجي المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري تخصص نقد مسرحي تحت إشراف البروفيسور حميد علاوي مسؤول النشاط الفكري والأكاديمي وبمساعدة الفنان حليم زدام من أجل مرافقة برنامج الندوات الخاصة بذاكرة الفرق المسرحية الجزائرية وتوثيق مساراتها لحظة بلحظة، رغبة في تخليد منجزات المسرح الجزائري من جهة وتثمين جهود الممارسين والباحثين من جهة أخرى وتعريفها للأجيال المسرحية القادمة وللحصول على مادة علمية مرجعية للباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي.

هذه الندوات الفكرية الثمينة التي حاولت الإحاطة بمختلف المواضيع وأعطت فرصة أوسع للتعرف على تاريخ المسرح الجزائري عن طريق عرض تجارب مختلف الفرق العريقة التي مارست الفن الرابع.

وتعد عملية التوثيق عملية ذات أبعاد مهمة ومسؤولية كبيرة، قائمة على الرصد والاستقصاء والحفظ، وهي من أساسيات البحث العلمي الرصين، ومن أساسيات نقل المادة العلمية إلى الآخر، فجهد التوثيق للتجارب المسرحية الجزائرية كجزئية ثقافية كبرى له الأهمية المعرفية الشاملة، وخاصة أن المسرح هو فكر إنساني، يبني الحضارة الإنسانية التي تقوم على الفكر والإبداع، وفي الجزائر ينبغي أن نكون أكثر المجتمعات في العالم حرصا على هذا التوثيق وجمع المعلومة وحفظها للأجيال القادمة.

إن الوعي بقيمة التوثيق والأرشفة في مجال الثقافة والفنون عامة والمسرح خاصة أصبح ضروريا، من خلال امتلاك واستعمال الأدوات الثقافية المتنوعة بكل مجالاتها، فأهمية الأرشفة تنبع من قدرة المؤسسة على امتلاك أدوات الأرشفة، ومن خلال توفر الأوعية المناسبة لذلك بداية من الورقة إلى آخر ما وصلت إليه التقنية الأرشيفية ومن خلال الاعتماد على مختصين في مجال فنون العرض، وهذا ما ساهمت فيه محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف من خلال توفير كل الإمكانيات من أجل تسهيل عملية التوثيق في كل ما يمكن توثيقه وحفظه وترقيمه وإتاحته.

قامت اللجنة بمرافقة وتوثيق برنامج النشاط الفكري والأكاديمي الذي تناول عدة مواضيع مهمة تبرز مسارات الفرق المسرحية أبرزها الندوة الخاصة بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني للمسرح، حيث تميزت هذه الندوة بحضور أحد أهم أعضاء الفرقة الفنان المجاهد “طه العامري” الذي كان شاهدا على تكريمه بتسمية الدورة الخامسة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المحترف باسمه، وفرقة مسرح العمال لولاية وهران، وفرقة الموجة لولاية مستغانم، مسرح الأغواط، فرقة مسرح التاج لولاية برج بوعريريج، فرقة حركة مسرح المنايلي “برج منايل”، الفرقة المسرحية إيفرحونن ولاية تيزي وزو.

وقد شمل عمل اللجنة أيضا على الندوات التي تناولت مواضيع هامة، مثل ندوة المسرح والرقمنة والمسرح العلمي باعتبار أن الرقمنة هو حديث الساعة في جميع القطاعات وكل المستويات، هي توجه الدولة الجزائرية في إطار الدفع بالاقتصاد الوطني في الكثير من المجالات وتسهيل التواصل بين العديد من القطاعات.

كما تم عقد ندوة لعرض تقرير اللجنة المكلفة باختيار أحسن نص مسرحي ضمن المسابقة التي أطلقتها محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، الهادف إلى دعم الكُتاب الشباب وخلق تقليد جديد يساهم في دفع عجلة الإبداع في مجال الكتابة المسرحية، أما ندوة الختام جاءت تكريما لفقيد المسرح الوطني الجزائري المصمم “فاروق درارجة” وذلك بعرض شريط وثائقي لأهم أعماله والإشادة بها.

تتبع اللجنة إستراتيجية تتطلب تظافر جهود كثيرة حتى تستطيع الحصول على كل المعلومات التي تخص الندوات وهذا الأمر تطلب إرادة جماعية للجنة مكونة من خريجي المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري تخصص نقد مسرحي وهم : أنور اسم الله، سمية بوناب، عيسى زرنوح، ابتسام بودريس، باديس فارح، زينة عمراني، تضع هذه اللجنة نصب أعينها تنفيذ خطة مشتركة من أجل حفظ أمانة ذاكرة المسرح الجزائري عن طريق توزيع العمل الميداني على المستوى النظري والتطبيقي بتوجيه ومتابعة كل من البروفيسور حميد علاوي والفنان المخرج حليم زدام.

بقلم : أنور اسم الله.

لجنة التوثيق
لجنة التوثيق
شارك المقال