مسرح قسنطينة الجهوي

“استراحة المهرجين”…حين يتحول الصمت إلى تحدي

في (90) دقيقة شاهد جمهور المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته 16 عرض “استراحة المهرجين” للمسرح الجهوي قسنطينة سهرة الأحد 24 ديسمبر 2023، إخراج وحيد عاشور ونص للكاتب الراحل نور الدين عبة، ترجمة علاوة وهبي جروة.

“استراحة المهرجين” عنوان يحيي بالكثير من الرمزية، وهو العرض الذي أنتج في إطار الاحتفالية بستينية الاستقلال، فتعكس فيها المفاهيم من الفرح إلى الحزن، ومن الابتسامة إلى الدمعة، وكيف لا وهي بوابة المسرح التي تتغير ألوانها بدماء وصراخ وطلبا للنجدة.

نص “استراحة المهرجين” علامة استفهام وضعها الكاتب عبة في نص مركب في شخصيات تتغير ملامحها بين مشهد وأخر، وتسرد حقيقة دفع حقها شهداء الجزائر سقطوا من أجل تحرير الوطن ولم يعترفوا للمستعمر الفرنسي رغم التعذيب الشديد لهم، نسج حكايتها من واقع معاش حيث كان المسرح في ظاهره مسرحا وبأسفله ثكنة عسكرية ليكن بذلك سابقا مركزا للتعذيب.

وفي الجلسة النقدية الخاصة بالعرض المسرحية قال الأكاديمي والمهتم بالفن الرابع محمد أمين بحري، إن العرض يندرج ضمن مسرح البسيكودرام الذي يتميز بالهدوء والحس النفسي، والانسيابية في الموسيقى، رغم وجود رتابة في العرض، بمعنى تقديم العنف بشكل عنيف، والخطوط بشكل خطي، والدائرة بشكل دائري وهذا ما لا يجوز أن يكون في المسرح.

كما أشار بحري إلى نقطة مهمة في عرض “استراحة المهرجين”، أنه وبالرغم من تحول الشخصيات وبقاء العرض على نفس الايقاع، تبقى الانقلابات الدرامية الشيء المميز في العرض، وكمثال نجد المجاهد الذي اعترض عن البوح بالسر الخاص بتواجد القنبلة ويكشف السر في النهاية لإنقاذ السيدة الفرنسية التي تتحول في شخصيتها من مساندة لضباط الفرنسيين إلى الوقوف مع المجاهد لإنقاذ حياته، وشخصية المختار التي تبدو بسيطة ومقيدة وذو قيمة أدنى تتحول إلى شخصية قوية ترفع السلاح في وجه العدو، في حين يبقى المُهرجان شخصية الدموية.

شارك المقال