مسرحية “المحتشد”

في غياهب المحتشدات الفرنسية يولد الكفاح

أبدع اليوم الأربعاء على ركح محيي الدين بشطارزي ممثلوا مسرحية “المحتشد” التي تندرج ضمن المسرحيات داخل المنافسة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف ال16، المسرحية لمخرجها سيف الدين بن دار بمساعدة سمية بوناب، عن نص جلال خشاب وإنتاج المسرح الجهوي سوق أهراس.

تناولت “المحتشد” قصة حقيقة دارت أحداثها بإحدى مداشر مدينة سوق أهراس، تناولت جانبا من نضال الشعب الجزائري ومقاومته للمستعمر الفرنسي داخل المحتشدات العسكرية، التي كان المستعمر يحاول من خلالها التضييق على الثورة التحريرية، عن طريق تفكيك الشعب الجزائري وعزله عنها. العرض تخللته وصلات غنائية ومواويل أوراسية نسوية أبدعت في آدائها ممثلات العرض وكأنها آهات تعبر عن القهر والمعاناة التي كان يمر بها سجناء المحتشد وفي نفس الوقت تعبر عن الصمود والأمل حتى في أحلك الظروف ما زاد العرض جمالية وقوة.

تدور أحداث هذا العرض التاريخي الدرامي حول قصة المجاهد عمي لخضر الذي ساهم في الحرب الفيتنامية من أجل تحرير فرنسا، على أمل أن تفي هذه الأخيرة بوعودها باستقلال الجزائر، لِتُبتَر رجله مقابل ذلك. وبعد رجوعه لأرض الوطن واكتشافه لخداع المستعمر، قام لخضر بمواصلة كفاحه حتى من داخل المحتشد وفي ظل ظروف مهينة ولاإنسانية كان يتقاسمها مع كل من سالم، نجمة، قمرة المرأة التي تلعب دورا هاما في نشر الوعي التحرري داخل المحتشد والخائن أو ما يسمى بالقومي باللغة العامية والذي ظهر فيما بعد بأنه عميل للثورة الجزائرية مندس بين الجنود الفرنسيين في أمر بمهمة، وفي المقابل يظهر جندي فرنسي مكلف بالإحصاء داخل المحتشد، تنشأ بينه وبين عمي لخضر قصة إنسانية تتوطد، خاصة بعد اكتشافه أن والده حارب إلى جانب عمي لخضر فيتعاطف معه ويساعده فيما بعد على الخروج والهروب من المحتشد.

شارك في التمثيل كل من يسرى منار، عابل بووشمة، رغيس هارون الرشيد وثلة من الممثلين الشباب، الذين نجحوا في إيصال صورة قوية عن المعاناة داخل المحتشدات العسكرية الفرنسية، ونَقْلِ آهات المواطنين العزل داخل هذا السجن الكبير فصفق لهم الجمهور مطولا، في مشهد نجزم أنه عاد بكل من شاهد العرض إلى بطولات أجداده الذين عانوا الظلم والقهر من المستعمر الفرنسي لننعم اليوم بالحرية والسلام.

شارك المقال