المخرج سيف الدين بن دار: “المحتشد” تجسيد للثورة بعيدا عن لغة الملاحم

يبدأ العرض بكلمات وأصوات تنادي بالاستقلال وطرد المستعمر، وسط ديكور يوحي بقساوة الوضع المعاش إلا أن تطور الأحداث تكشف للمشاهد تمسك سكان “المحتشد” بالقيم السامية والنضالية رغم الظروف الانسانية المزرية التي أخرجها المخرج سيف الدين بن دار على ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي اليوم ضمن فعاليات المنافسة الرسمية في المهرجان الوطني للمسرح المحترف ال16.

ماهي الظروف التي رافقت التحضير لهذا العمل؟

أنجز هذا العمل في إطار سيتينية الاستقلال من انتاج المسرح الجهوي مصطفى كاتب لمدينة سوق أهراس والذي يديره الفنان إسلام محمد عباس، ومن الطبيعي أن يقدم لنا أفضل الظروف من أجل تجسيد هذه المسرحية كونه ممثل وسبق له إخراج عدة أعمال بمعنى يقدر ما يتطلبه الإخراج والتمثيل.

رغم أن العرض يحاكي الثورة إلا أنكم لم تستعملوا لغة السلاح؟

هذا العرض يحكي، بالدرجة الأولى، على المعاناة الانسانية التي عاشها الشعب الجزائري أثناء مقاومته للمستعمر الفرنسي لذلك لم نضطر إلى إستعمال الأسلحة، بل اكتفينا بتسليط الضوء على الجوانب المعنوية مثل الصدق وأداء الأمانة، تحمل الجوع، العطش وتحمل سياسة المحتشدات التي انتهجتها الإدارة الفرنسية لفصل الشعب عن المجاهدين، لأن المحتشدات سجن كبير يمنع قاطنيه من التنقل أو الخروج منه دون الحصول على إذن من الاحتلال.

تدل اللهجة المستعملة في العرض على أن أحداث القصة دارت بالشرق الجزائري، هل هي قصة حقيقية؟

نعم هي قصة حقيقية دارت أحداثها بمنطقة سوڨ أهراس، لذلك وظفنا لهجة الشرق الجزائري للدلالة على مكان وقوع الأحداث، الجوع السائد ٱنذاك أدى إلى وفاة ألفي طفل في ظل صعوبة الحصول على ترخيص من قبل الاحتلال لإيصال المؤونة التي كانت من النوعية الرديئة بسبب تحكم المستعمر في الوضع، ورغم كل ذلك إلا أن سكان المحتشد لم يتخلوا عن قيمهم الإنسانية والوطنية.

كيف ترجمت هذا العمل ركحيا؟

حاولنا تجسيد الثورة بطريقة فنية بعيدة عن اللغة السائدة في الملاحم، بالتالي فإن العمل على تحويل نص مكتوب إلى نص العرض المسرحي يقتضي افتعال أحداث تتصاعد إلى الذروة أين تتشكل حبكة القصة، بالتالي نقوم بصناعة البنية الدرامية للنص إلى بنية درامية للعرض.

شارك المقال