ندوة تكريمية لفقيد المسرح فاروق درارجة:  شهادات حية عن مسار فنان مبدع خدم الخشبة

احتضن فضاء أمحمد بن قطاف بالمسرح الوطني  ندوة تكريمية خصصت لفقيد المسرح الوطني المصمم فاروق درارجة، يوم السبت 31 ديسمبر 2022، بحضور أصدقاءه ورفقائه الذي تداولوا على المنصة في شهادات أشادت بخصال الراحل الإنسانية منها والمهينة .

أجمع كل من تحدث عن فاروق درارجة على كون الراحل كان إنسانا جميلا، كريما، بشوشا، ومحترفا عبقريا في مجاله، حيث أشار منشط الندوة حليم زدام إلى أن فاروق درارجة كان صديق الجميع وإنسانا مرحا بشوشا على المستوى الإنساني كما كان فنانا محترفا و صانعا عبقريا للصور على المستوى المهني.

وأوضح عبد الناصر خلاف أن فاروق قتلته كلمة” نعم” لأنه لم يكن يعرف كيف يقول لا، ولم يكن يرفض طلبا لأي كان، وأشار خلاف في سياق شهادته عن المرحوم، أن فاروق كان صديقا للفنانين ومحبا للمسرح وصانعا لآلاف الصور.

واستعرض خلاف في سياق شهادته، مسيرة درارجة منذ أن تعرف عليه في المكتبة الوطنية سنة 2005 ، حيث كانت بداية تعاون امتد إلى عدة مهرجانات وتظاهرات مسرحية  كان خلالها فاروق جسرا جماليا بين المسرحيين وصناع الخشبة، وبين الصور والملصقات التي صممها لتظاهرات عدة كانت آخرها أيام القصبة للمسرح، كما يعود الفضل إليه في تصميم وسم مهرجان المسرح المحترف والذي كسر الصورة النمطية إضافة إلى دوره في إعطاء صورة جمالية حداثية لمجلة ثقافة. وكشف عبد الناصر خلاف في سياق متصل أن ثمة مساعي و جهود لجمع أرشيف فاروق درارجة .

من جهته، قال محمد بوكراس إن الندوة التي استحضرت مسار فاروق درارجة، تأتي في إطار مقام العرفان والاعتراف بدوره هذا الفنان خريج مدرسة الفنون الجميلة، وقال إن فاروق درارجة يمثل مدرسة قائمة في التصميم الفني، وبإمكان أعماله أن تنافس على مستوى عالي، فقد وثق فاروق درارجة للمسرح الوطني من خلال أعماله ومشاريعه التي رحل ولم يحقق بعضها.

وأضاف بوكراس أن فاروق درارجة كان مسكونا بالمسرح ملما بتفاصيل عالم الصورة والتصميم، كلما تحدثت معه وجدت نفسك  جاهلا أمامه.

ودعا محمد بوكراس في ختام شهادته إلى الاستفادة من إرث فاروق درارجة الذي اعتبره مدرسة في الابتكار الفني  في التصميم والصورة.

ومن جهته، قال ابراهيم نوال، إن فاروق فنان جميل استثمر في حسه وذوقه الفني منذ تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة، إذ كانت جل لقاءاته وحديثه حول الإبداع وانشغاله كان منصبا دائما على الارتقاء  بما يقدمه وأضاف المتحدث أن فاروق كان يشتغل على الكثير من المشاريع الفنية وكان يتعامل مع الناس بكرم وسخاء لا مثيل له. هادئ وإنساني من الدرجة الأولى. فضلا عن كونه عبقري في فن التصوير.

وأوضح بوبكر سكيني في ذات السياق أن فاروق درارجة كان مشغولا بتوفير مادة أرشيفية ثرية تؤرخ للمسرح الوطني مسكون بهواجس الفن ونكران الذات، وقد مكن التعدد اللغوي لفاروق درارجة من اكتشاف ثقافة واسعة أبقته مطلعا على آخر مستجدات مجاله، الأمر الذي مكنه من تقديم أعمال مميزة وأفكار رائدة.

ودعا حميد علاوي في شهادته عن الراحل إلى استكمال مشروع فاروق في انجاز موسوعة للمسرح الجزائري، وهو المشروع الذي اشتغل عليه الراحل بحب واهتمام وشغف.

وأجمع كل من تداول على منصة الشهادة، أن فاروق درارجة كان زاهدا في الظهور حتى أنه رفض منصب في الوزارة حبا في المسرح حسب شهادة جميلة زقاي والتي أكدت أن الراحل كان خدوما  للأكاديميين، ولم يكن يتأخر عن تقديم أي مساعدة دون مقابل ولا حسابات. ودعا لخضر منصوري إلى تسمية فضاء من فضاءات المسرح الوطني باسم الراحل اعترافا بمجهوداته الكبيرة خدمة للمسرح والمسرحيين، كما دعا المتحدث إلى تجميع أرشيف درارجة وتقديمه للمكتبة الوطنية أو المعهد العالي للفنون العرض حتى يكون في متناول الطلبة والباحثين.

فاروق درارجة كان صديق الجميع، دمث الأخلاق مع الجميع حتى أنك لا تكاد تسمعه عندما يتحدث إليك، هذا ما قاله فيصل شيباني الذي أوضح أن هدوء درارجة كان مستفزا  لكنه فنان مبدع وخلوق جدا. وأبدت نوال جاوت التي اشتغلت مع فاروق درارجة في نشرية البهجة التي كانت تصدر بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، استعدادها تقديم لـ25 عدد من المجلة حتى تكون لبنة أولى لجمع أرشيف الراحل.

شارك المقال