المخرج محمد فريمهدي:
“يوم قبل القيامة” تدعو إلى إعادة النظر فيما يحدث في مسارحنا
كشف المخرج محمد فريمهدي أن عرضه”يوم قبل القيامة” بمثابة ناقوس الخطر يدعو لمراجعة ما يحدث في البيت المسرحي، مؤكدا أن ما تعيشه الساحة الفنية اليوم يتقاسمه جميع المشتغلين والمنتسبين الى هذا القطاع من ممثلين منتجين ومخرجين.
لماذا اعتمدت على العربية الفصحى في العرض المسرحي؟
النص في الأصل مكتوب بالعربية الفصحى من طرف الأستاذ محمد بورحلة، وربما هو الأقدر على الإجابة عن هذا السؤال، لكني كمخرج عملت على تطعيم الحوارات بجمل وعبارات من الدارجة والعامية الجزائرية حتى أمنح للجمهور فرصة التنفس وليكون على تواصل دائم مع العرض.
على ذكر الجمهور، في عرضك حملته مسؤولية ما تعيشه الساحة المسرحية اليوم، ألم يكن الحكم قاسيا؟
بالعكس الجمهور هو حلقة مهمة من حلقات العرض المسرحي، أصبح يأتي لينام في قاعة المسرح، وأصبح متلقيا لكنه في الحقيقة هو متفاعل. الجمهور ليس مجرد شيء إضافي ملقى في قاعة العرض، بل حلقة مهمة في العمل المسرحي وهو المعيار الأساسي لنحاج أي عمل مسرحي، هذه هي الرسالة التي قصدنا تقديمها من خلال العرض.
تطرقت المسرحية إلى دور الممثل، المخرج، المنتج والجمهور، من يتحمل مسؤولية ما صلت إليه الساحة اليوم؟
المسؤولية يتحملها ويتقاسمها الجميع من الممثل إلى المخرج والمنتج والمدير وكل من له علاقة بالعمل المسرحي. أنا أعتبر هذا العرض بمثابة ناقوس خطر ندقه لإعادة ترتيب البيت المسرحي ومراجعة ما يحدث في مسارحنا.
وفي الوقت ذاته طرحنا فكرة فلسفية مهمة وهي مقاومة التغيير في مجتمعاتنا العربية، من خلال نموذج فرقة مسرحية لكنها في الحقيقة ظاهرة عامة في المجتمع ككل. ففي لجهتنا اليومية عادة نقول “الموالفة خير من التالفة، واللي تعرفو خير من اللي ما تعرفوش” وهذه فكرة خطيرة، إذ أن مقاومة التغير تفرمل أي انطلاقة أو إبداع.
يعود محمد فري مهدي إلى الخشبة مخرجا، ماذا تعني لك هذه العودة وفيما تختلف تجربة المسرح عن السينما والتلفزيون؟
الانسحاب في بعض الأحيان مهم لإعادة مراجعة النفس وتقييم ما قدمنا، والتغذي بأفكار جديدة والتطلع إلى تجارب أخرى، الإخراج ليس سهلا وتقديم مسرحية كل سنة أو كل ستة أشهر عمل مجهد، ومكلف فكريا ونفسيا. لهذا فالتراجع بين الفينة والأخرى ضروري لإعادة تقيم الذات.
أما عن الفرق بين تجربة المسرح والتلفزيون أو السينما، فالمهمة في المسرح أكثر صعوبة لأنك كمخرج تتحمل مسؤولية العرض ككل من اختيار النص والممثلين وزاوية الإخراج وفكرة السينوغرافيا وغيرها بينما في التلفزيون أو السينما فانك ملزم فقط بإتقان مساحة دورك.