مسرحية “يوم قبل القيامة” للمسرح الجهوي لمعسكر

محمد فريمهدي يشّرح أمراض الساحة الفنية

قدم المسرح الجهوي “بشير زحاف” لمعسكر مسرحية “يوم قبل القيامة”، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح المحترف في دورته السادسة عشر، والعمل من تأليف محمد بورحلة وإخراج محمد فريمهدي وتقاسم فيها أدوار البطولة كل من عديلة سوالم، دليلة نوار وأمين بوترفاس، سيدي أحمد بومدين، قادة تاتي وأمين بتفال، فيما وقع السينوغرافيا عبد الله كبيري وكان التأليف الموسيقي لعبد القادر صوفي.

تروي المسرحية صراعا بين داخل فرقة مسرحية ينقسم ممثلوها ما بين راغب في التغيير والتجديد وبين من يقاوم هذا التغيير ويسعى إلى الحفاظ على الوضع القائم. ويتفرع عن هذا الصراع الأساسي داخل العرض مجموعة من الوضعيات التي تعالج جملة من الإشكاليات التي تخص الساحة الفنية، دور الفنان، عمل المخرج، ودور الجمهور.

اختار المخرج محمد فريمهدي أن يقدم عمله باللغة العربية الفصحى ويبقى على الوفاء لنص محمد بورحلة، وطعمه من حين لأخر حواراته بعبارات وجمل من اللغة اليومية للجزائريين، هي خليط بين الدارجة والفرنسية والامازيغية وهذا حسب ما تقتضيه الوضعيات والمواقف فوق الخشبة وساهمت في شد الجمهور في عرض حمل رسائل جدية في طابع هزلي.

شاهد الجمهور في عرض “يوم قبل القيامة” المسرح داخل المسرح، إذ شرح محمدي فري مهدي الساحة الفنية، وخاصة المسرحية مستعرضا جملة من المشاكل التي تعشش في بيت المسرحيين منها صراع الأجيال في شخص الممثلة التي ترفض التغير مخافة أن تفقد مكانتها، كما انتقد فريمهدي ظاهرة الدخلاء على القطاع من خلال المشهد الذي أظهر سكيرا كان عابرا بالصدفة وسمع نقاش الفنانين فيما بينهم فصار يفرض رأيه ويدعى أنه شكسبير بل وجد من أفرش له المكان ومنحه سلطة الحديث.

في عرض “يوم قبل القيامة” يتقاسم الجمهور والفنان والمخرج المسؤولية في تردي الساحة الفنية، بين ممثل سلبي لا يهمه غير المقابل المادي وبين جمهور سلبي غارق في الشخير أو التصفيق مما حول الساحة إلى “سوق كبير”.

شارك المقال