“بروسي” جمعية “شباب وفنون تابلاط”: اختلال العدل وزيف المصالح

قدّمت جمعية “شباب وفنون تابلاط” من المدية اليوم الأحد 25 ديسمبر 21022، مسرحية “بروسي” بقاعة “ابن خلدون” ضمن عروض خارج المسابقة للدورة الخامسة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، وطرحت بأسلوب فكاهي أحد مظاهر  اختلال العدل من خلال علاقة صداقة بين قاض وخباز، تربطهما مصالح مشتركة، فهما يزيفان الحقائق ويتقاسمان غنيمة احتيالهما.

عرض “بروسي” الذي أخرجه واقتبسه محمد بهلولي عن نص “مجلس العدل” لتوفيق الحكيم، يتناول في 48 دقيقة فكرة دحض الحق وقلبه إلى باطل بالظلم والقهر، ويحكي عن صداقة بين خباز وقاض، قائمة على المصلحة، حيث يرتكب الخباز العديد من الجرائم؛ ويقوم القاضي بتبرئته من كل التهم الموجهة إليه بعدل محكمته الزائف.

وخاضت جمعية “شباب وفنون تابلاط”، تجربة مسرحية جديدة، وهي مسرح داخل مسرح، حيث جاء العرض مقرونا بموضوعين مختلفين كل واحد منهما له دلالته ورمزيته.الموضوع الأوّل مرتبط بالعدالة والقيم الاجتماعيةوالثاني يحكي قصة الفنانين وما آلت إليه وضعيتهم.

في بداية المسرحية يقصد الخباز القاضي ويشكو له أنّالدجاجة التي أعطى للقاضي نصفها، قد جاء صاحبها يطالب بها ويطمئن القاضي الخباز أنه لن ينال منه أحد، ويناقش القاضي صاحب الدجاجة، ويقول له “يجب أن تصدق ما قاله الخباز لك من أن الدجاجة قد طارت وهي في الفرن وإلا كنت منكرا لقدرة الله في أن يأتي بالمعجزات”، ولا يستطيع صاحب الدجاجة الرد على القاضي وينتهي الأمر بأن يدفع غرامة لأنه اتّهم الخباز بالكذب.ثم يأتي زوجان يشكوان للقاضي أن الخباز خلال شجاره مع صاحب الدجاجة كان يضرب كل من يسير بقربه وتصادف مرورهما بقربه فضرب المرأة على بطنها فأسقط حملها ويأتي حكم القاضي العبثي بأن من أفرغ شيئا فعليه إملاؤه ولهذا يقول القاض لذلك الرجل إن على الخباز أن يملأ بطن امرأتك بجنين غير الذي فقدته ويرفض الرجل وزوجته هذا الحكم فيحكم عليهما القاضي بغرامة. وتشكو للقاضي عجوز فقدت زوجها بعد أن قفز عليه الخباز وهو ساجد تحت سور المسجد، في رحلة هروبه من صاحب الدجاجة ويحكم القاضي على الأرملة بأن تقف فوق السور وتقفز على عنق الخباز وتكسره، لتقتص منه فترفض الحكم خشية أن تقع وتموت، ويحكم عليها القاضي بغرامة، آخر الداخلين على القاضي رجل قطع الخباز ذيل حماره، لكن للرجل رأي آخر حيث ينفي أن يكون الخباز قد فعل ذلك، ويقول إنّ حماره ولد أزعر فيقول له القاضي “وهل يوجد حمار يولد أزعر؟”فيرد عليه الرجل “نعم كما توجد دجاجة تطير وهي مذبوحة في الفرن”، ويقول له القاضي “لقد أقنعتني ولكن لماذا جئت هنا؟”، فيقول له “لأشاهد ما يحدث” ويعنّفه القاضي لسلوكه هذا ثم يغرمه. وفي آخر المشهد يقترح الخباز على القاضي تقاسم أموال “البروسيات”..لينزل الستار ويبدأ مشهد آخر على مجموعة مجانين، تناولهم ممرضة قاسية أدويتهم، وينطلق صوت قائلا “المجنون هو الذي يرى ما لا يراه الناس، ويسمع ما لا يسمعه الناس، يسمعون أصواتا لا يشاهدونها أبدا”.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *