جمعية “الموجة”: تجربة طموحة نحو فضاء تكويني أكثر رحابة

نظمت اليوم الأحد 25 ديسمبر 2022، بفضاء امحمد بن قطاف، ثاني ندوة في إطار البرنامج الفكري والأكاديمي للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، تطرق فيها المتدخلون إلى تجربة جمعية “الموجة” الرائدة في مجال التكوين والحفاظ على النشاط المسرحي في الوسط الشبابي والمؤسسات التربوية والمهنية.

وشكل النقاش حول هذه التجربة، بداية لسلسلة من النقاشات والندوات التي سيفتحها المهرجان للتعريف والاطلاع على التجارب المسرحية عبر التعاونيات والجمعيات ومختلف الفرق التي رافقت الحركة المسرحية في مختلف ولايات الوطن.

وفي الفقرة المخصصة لتجربة ومسار جمعية “الموجة” المسرحية بمستغانم، تطرق المتدخلون إلى ريادة الجمعية في مجال التكوين المسرحي والرهان الذي رفعه مؤسسوها منذ 1978 في التكوين المسرحي في مجال التمثيل والإخراج والسينوغرافيا.

وتحدثت خولة بوجمعة، ابنة جيلالي بوجمعة، عن أهم انتاجات فرقة “الموجة” خاصة مسرحية “132 سنة” لولد عبد الرحمن كاكي و”دم الحب”.

وقالت إن “الموجة” تحمل “طموحا كبيرا” في تحويل الجمعية إلى مدرسة معتمدة للتكوين المسرحي في مختلف مهن الفن الرابع، ذلك أنها مشروع منفتح على التجارب الأخرى وعلى المحيط، ولا يمكن أن تبقى بعيدة عن العوالم الخارجية والتأثيرات التي تساهم في إثراء عملها.

واعتبرت حنان بوجمعة، أن الموجة لها القدرة على الإشراف والتأطير والتكوين كما هو الحال اليوم من خلال العمل الذي يربطها مع مئات الشباب والأطفال بحكم اتفاقيات الشراكة مع مؤسسات تربوية وتكوينية وجامعية.

وتطرقت ممثلة الجمعية، إلى بعض الصعاب التي واجهت الجمعية في وقت سابق، خاصة مع مشكلة المقر الذي كان يتواجد على مستوى الواجهة البحرية لحي صلامندر والذي استفاد من مخطط تهيئة وعصرنة، دفع بالسلطات المحلية إلى تغيير ملامح هذا المكان، فتقرر بعد دراسة تقنية في 2004 بتهديم المقر وتم التنفيذ سنة 2009.

وبكثير من الحنين استعادتخولة بوجمعة تلك التجربة التي مازالت آثارها مريرة لولا الهبة التضامنية التي عبرها عنها المثقفين والفنانين وعامة الناس ما عزز قيمة هذه الجمعية في الحياة الاجتماعية والإبداعية لمستغانم وكل الجزائر.

من جهتها، قدمت الدكتورة بومسلوك خديجة من جامعة عبد الحميد بن باديس (مستغانم)، قراءة في المشهد الفني والاجتماعي والجغرافي والتراثي الذي رافق ميلاد جميعة “الموجة”، وكيف استمدت الجمعية انتعاشها وطاقتها الإيجابية من البحر وأمواجه.

وقد أظهرت الجمعية على مدار 44 سنة، تقول بومسلوك، “قدرتها على تسليم المشعل من جيل إلى جيل جديد آخر”، ذلك أن شعارها هو التجديد والتجدد والعمل من أجل الوهج العمل الجماعي والجمالية المسرحية.

وتقول المحاضرة، إن تأسيس “الموجة” جاء بداية تحت رعاية الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNGAحينما أسس مجموعة من الشباب (غربي بوعلام، جيلالي بوجمعة، العجال بلغربي، محمد بلعالم، العربي بلعالم عزيز وآخرون) لجنة حي تعمل على التوعية والعمل التطوعي، إذ جندت هذه اللجنة كل من شباب الحي بمعية أطقم من قطاع التربية والتعليم، فبدأ التفكير في إنشاء فرقة مسرحية وأخرى موسيقية وثالثة رياضية لكسب ثقة المواطنين، وقد نال جيلالي بوجمعة ثقة المجموعة فعين رئيسا لها وهو القادم من جمعية الإشارة.

ومن جامعة وهران، جاء أستاذ النقد المسرحي، محمد شرقي، ليؤكد بدوره أن جمعية “الموجة” هي “مدرسة فنية ساهمت بقوة منذ أربع عقود ونيف في إرساء استراتيجية تكوينية مسرحية رغم العراقيل التي واجهتها لكنها ظلت فضاء يعج بالتجارب من مختلف المشارب والتجارب”. يذكر أن محمد شرقي، كان هو الآخر جزء من التجربة المسرحية الجميلة في “الموجة” حيث ساهم معها بثلاثة نصوص مسرحية هي “العبد” المقتبسة عن الكاتب جول روا، إضافة إلى مسرحيتين “جزيرة العبيد” و”منفى الحرب”.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *