مسرحيّة ” حلّاق إشبيليا ” .. لـمّا يتفوّق الحبّ على كلّ العراقيل والتّحدّيات
تفاعل جمهور المسرح الوطنيّ الجزائريّ، سهرة الخميس، بإعجاب كبير مع عرض “حلّاق إشبيليا”، المندرج ضمن المنافسة، من إنتاج المسرح الجهويّ عزّ الدّين مجّوبيّ بعنّابة، وإخراج السّينوغرافيّ حبال البوخاري، عن نصّ الكاتب الفرنسي بيار بومارشي، وترجمة واقتباس سعيدة فاسي وتصميم كوريغرافيّ لتوفيق قارة، وتنفيذ الدّيكور من طرف صالح غجّاتي، وموسيقى وغناء محمّد كمال بنّاني، وزهوة كنوني، باستشارة فنّيّة لكمال رويني وتولّي مهدي ريزي الإنتاج.
وتناولت المسرحيّة قصّة الشابّ الكونت ألمافيفا والشابّة روزين، من خلال الحفاظ على علاقة الحبّ التي تجمعهما واستخدام كلّ الطّرق والوسائل لحمايتها وعدم الرّضوخ للعراقيل التي قد تتهدّدها، بل تحلّى العاشقان بالشّجاعة والإصرار على تحقيق رغبتهما المشتركة في الزّواج، حيث وقفا في وجه بارتولو الوصيّ على روزينا والطامع بأموالها، والذي احتجازها في غرفة بقصره حتّى يتزوّجها. لكن، وبمساعدة الحلّاق فيقارو، تمكّن الكونت ألمافيفا من التّنكّر في زيّ شخصيّات كثيرة كالسّكّير وأستاذ الموسيقى المستخلف، حتّى يجتمع بروزينا، وينقذها، بطريقة هزليّة، برزت فيها أغاني ورسائل الحبّ الممزوجة بين الفلامينكو الإسباني والمالوف، لينتهي العمل بانتصار الحب وزواج الحبيبين.
والملاحظ في هذا العرض، مشاركة ممثّلين مسرحيّين جدد وآخرين مخضرمين، حيث تكامل أداؤهم على خشبة المسرح وأبدعوا في تقمّص شخصيّات النّصّ ببراعة، كعاطف كريم في دور فيقارو، أسامة جرورو في دور الكونت ألمافيفا، هاجر قرميط في دور روزين، محمّد الشّريف أوديني في دور بارتولو، سحنون نزار في دور الدّون بازيل، ونبيل رحماني في دور الموثّق، رفقة الرّاقصين زروال زكريّا، حضري محمّد، شيماء زياد، وباحمد فريدة ياسمين.
وخلال النّقاش، دافع المخرج حبال البوخاري عن رؤيته، معتبرا إيّاها نفسا جديدا بالنّسبة للمسرح الجزائريّ بعيدا عن الفلسفة والمواضيع المعتادة، من حيث بناء عرض متكامل وفقا لمعايير المدرسة الكلاسيكيّة، وإضفاء لمسته الخاصّة عليها لاستقطاب الجمهور وخلق حلقة وصل وتفاعل معه في كلّ أطوار اللّوحات الفنّيّة، موضّحا في السّياق، أنّ نصّ هذه المسرحيّة ظلّ حبيس أدراج الكثير من إدارات المسارح طيلة 10 سنوات، إلى أن احتضنه المسرح الجهويّ عزّ الدّين مجّوبي بعنّابة.