الكاتب والمسرحي احميدة عياشي

 كاتب ياسين خلد اسمه في المسرح المقاوم

تطرق الكاتب المسرحي احميدة عياشي خلال مداخلته في الندوة الفكرية المعنونة بــ “المسرح المقاوم من الثورة الجزائرية إلى نصرة الأقصى”، احتضنتها قاعة امحمد بن قطاف بالمسرح الوطني، اليوم السبت 23 ديسمبر 2023، ضمن الدورة الـ16 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، إلى المساهمة الفعالة للمسرح الجزائري في مساندة وتسليط الضوء على مختلف القضايا التحررية بالعالم لاسيما القضية الفلسطينية التي تعتبرها الجزائر قضيتها الأولى، مستدلا في ذلك بمساهمة النصوص المسرحية للكاتب المسرحي كاتب ياسين في سبعينيات القرن الماضي في خلق ما يسمى بالمسرح المقاوم، وقدم الكاتب مقاربة بين الثورة الجزائرية من خلال أحداث 08 ماي 1945 وأحداث غزة الأخيرة لشهر أكتوبر 2023.

  •  كيف يمكن للمسرح أن يساهم في توعية وتحرر الشعوب؟

المسرح حفلة تشارك في صناعتها الشعوب، إذ أننا حين نريد التغيير لا نغير فقط في الأحزان والتراجيديا بل نبتكر أفراحنا في عز لحظات التراجيديا، لأن لحظة المقاومة هي لحظة سعادة وخلق المصير بين أيدينا، وأن الاستشهاد من أجل القضية تجعلنا نعيش السعادة في خضم الحزن وهذا ما نستلهمه من تراثنا الجزائري خلال استقبال الشهداء بالزغاريد في عز المحن، لأن المقاومة اختيار وليس اضطرار.

  • كيف كانت بداية المسرح المقاوم في الجزائر؟

مر المسرح المقاوم في الجزائر بعدة مراحل بداية من المسرح المقاوم النقدي التاريخي، انتقالا إلى مسرح الاحتجاج السياسي الملحمي، وبذلك تحول المسرح من النقدي التاريخي إلى الاحتجاج السياسي الذي تحضر فيه إرادة الشعوب أكثر من إرادة الأفراد.

  • كيف ساهم الأديب الجزائري كاتب ياسين في ميلاد المسرح المقاوم الداعم للقضية الفلسطينية؟   

جاء نص كاتب ياسين المسرحي “فلسطين المخدوعة” أواخر 1979 والذي انطلق أساسا من نص حرب “الألف سنة” والذي اعتمد فيه الكاتب حوارا مسرحيا مختصرا كطلق الرصاص، ثم أعاد صياغته سنة 1985 بالمسرح المحترف بالعاصمة تزامنا واتفاقية كامب ديفيد للسلام معتمدا في ذلك على التسلسل التاريخي للقضية لفلسطينية مع مجاراة الأحداث العالمية، موسوما إياها بفلسطين وخيانة الحكام العرب، كما دعم كاتب ياسين مختلف قضايا التحرر الإنسانية على غرار قضايا التمييز العنصري في جنوب إفريقيا من خلال ترجمته لنصوص مراسلات مانديلا سنة 1985 مرورا إلى نصرته للهنود الحمر من خلال نصه الموسوم بـ”إخوتنا الهنود الحمر” الذي انتصر فيه لمعاناتهم من التصفية العرقية.

  • ما هي المقاربة بين الثورة الجزائرية ومختلف أحداثها وأحداث غزة الأخيرة؟ 

هناك وجه شبه كبير بين طوفان الأقصى وأحداث 8 ماي 1945 وهجمات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 التي قوبلت بنفس الانتقادات التي نشهدها اليوم من الرأي العام فيما يخص هجوم كتائب القسام على الكيان الصهيوني يوم 7 أكتوبر 2023، لذلك، يمكننا اعتبار المقاومة الفلسطينية امتدادا للثورة الجزائرية المجيدة.

  • كيف تصفون رد فعل النخب السياسية والثقافية العربية اتجاه أحداث غزة الأخيرة؟

معظم الدول العربية مطبعة وبذلك يمكنني القول إن النخب الثقافية والسياسية خائنة، مبررة صمتها وانتقادها للمقاومة على أنها من تنظيم الإخوان وذلك خوفا على مصالحها مع الكيان الصهيوني.

  • كيف يساهم الفن والثقافة في إيصال القضية الفلسطينية إلى العالم إلى جانب الخطابات السياسية؟

تعتبر الاغاني التحررية الفلسطينية على غرار viva palastina من أنجع وأنجح الوسائل التي أثرت في الرأي العام وساهمت في التعريف بالقضية الفلسطينية بطريقة سلمية فاقت الخطابات السياسية المجترة والمعاد إنتاجها كما أن الموضة الفلسطينية ساهمت بشكل كبير في نشر القضية من خلال اكتساح الكوفية الفلسطينية العالم وهي طرق فنية ثقافية تجاوزت اللغة وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بقوة.

شارك المقال