مسرحية ناكر لحسان

فنان يعيش بين مطرقة التهميش وسندان الأفكار

قدمت يوم الجمعة 29 ديسمبر2023، حركة مسرح القليعة بمسرح الجزائر الوسطى، ضمن الأعمال خارج المنافسة، لمهرجان المسرح الوطني في طبعته ال16، قدمت عرضها المسرحي المعنون ب “ناكر لحسان” لمؤلفه ومخرجه يوسف تعوينت. النص الذي تناول كوميديا-مأساوية تطرقت للواقع الأليم الذي يعيشها الفنان في ظل التهميش والمحسوبية.

استلهم المخرج فكرة النص من عرض “أغنية البجع” للكاتب المسرحي الروسي أنطون بافلوفيتش تشيخوف، كما استعرض تعوينت خلال هذه المسرحية جزءا من سيرته الذاتية ما جعل آداءه يتميز بالقوة والحس العالي الذي ترجمته تقاسيم وجهه وتعابيره.

تحاكي لنا مسرحية “ناكر لحسان” وسط ديكور واقعي على مدار 60 دقيقة، قصة الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي المكنى ب”اللوز”(الممثل كامل قاسمي)، الذي يظهر في حالة مزرية مثقلا بالملابس الرثة، حيث شاءت الأقدار والتهميش أن تجعلا منه شخصا بلا مأوى ولا موارد مالية، رغم ما يتوفر عليه من مستوى ثقافي وشهادات عليا، لا يملكها حتى من هم أحسن منه منصبا وحالا في المجال.

حظ اللوز التعيس ووضعه المزري جعله عرضة للاستغلال من جميع أطياف المجتمع بل وحتى من أقرب الناس إليه، أخوه المتسلط في دور “البحري” (ممثل محمد خليفي) الذي يتخبط بين الجشع وتأنيب الضمير، حيث يسعى جاهدا لإبعاد أخيه عن الخشبة ومنعه من المبيت في المسرح، رغم أنه يشغل منصب المدير.

حكاية اللوز مع الاستغلال لم تتوقف عند أخيه المدير بل تعدت ذلك حتى إلى ابسط عامل وهو عمار حارس البناية، الذي بدوره كان يضغط على اللوز ويجبره على كتابة رسائل لحبيبته ناهيك عن سرقة بعض نصوصه لاستغلالها تجاريا وذلك مقابل التستر عليه في المبيت.

هذا وفي لفتة عرفان واستذكار لبعض قامات المسرح الجزائري، اختتم المخرج العرض بمقاطع صوتية لبعض المسرحيات الشهيرة لكل من الراحلة صونيا، مجوبي، علولة وبن قطاف، في حين أسدل الستار على صورة فقيد المسرح المرحوم جمال بن صابر.

شارك المقال