“ليلة ابن مقلة الأخيرة” يفتك جائزة أحسن نص مسرحي

حاز النص المسرحي “ليلة ابن مقلة الأخيرة” لأحمد عبد الكريم على جائزة أحسن مسرحي ضمن الدورة الخامسة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، ما يؤهّله للتجسيد على الركح من إنتاج المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي”.

وتميّز “ليلة ابن مقلة الأخيرة” من بين 46 نصا مكتوبا باللغة الفصحى، اللغة الأمازيغية، والدارجة، تلقته لجنة لتحكيم برئاسة جروة علاوة وهبي بعضوية عمر فطموش، كنزة مباركي، الشريف الأدرع وعبد الكريم غريبي، فيما نوّهت بنصين هما “الشبيه” لمصطفى بوري، و”العصفة الشمسية” لغفور الهواري بوزبوجة.

وخرجت لجنة التحكيم بعد إحاطة النصوص بعناية تامة وأخضعتها للتقييم وفقاً لمعايير محددة اهتمت بالفكرة والموضوع، البناء الدرامي للنص، بناء الشخصيات، شعرية النص المسرحي، الحوار واللغة، الإيقاع والتقنيات الشكلية للكتابة الدرامية. بعدد من الملاحظات أهمها التباين الواضح في مستوى النصوص، بين الجيدة والمتوسطة إلى الضعيفة، وكذا طغيان النمطية السردية على الطابع الدرامي في أغلبية النصوص ناهيك عن غياب أو ضعف الثقافة المسرحية لدى بعض الكتاب الذين نزعوا نحو الحشو وتغليب التحليل والتأمل وأيضا الخلط الواضح بين قواعد وأساسيات الكتابة المسرحية،الإذاعية والركحية والسردية (القصة والرواية)، عدم الاهتمام بالحوار والإرشادات المسرحية، وأيضا ضعف اللغة وإهمال علامات الوقف في بعض النصوص، مشيرة إلى أنّها تحفّظت على بعض النصوص المشكوك فيها.

ورشّحت اللجنة عشرة نصوص للقائمة الطويلة، وانتقت 3 نصوص في القائمة القصيرة، وبعد أن ثمّنت اللجنة هذه المسابقة، نوّهت بحضورها ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، داعية لاستمرارها ومواصلتها في تحفيز إنتاج نصوص مسرحية ترفد المسرح الجزائري، وتساهم في دفع حركة التأليف المسرحي في الجزائر.

بالمناسبة، أكّد عضو لجنة التحكيم الشريف لدرع أنّ حصول روائي وشاعر هو أحمد عبد الكريم بالجائزة، يبرز ظاهرة اتّجاه الأدباء للكتابة المسرحية وهذا ما يشكّل إضافة للمارسة المسرحية في الجزائر، “فهنيئا له وللمسرحيين بهذا الوافد الجديد”، فيما أشار عمر فطموش إلى أنّ هذه التجربة أبانت عن وجود مشتلة للشباب بحاجة إلى مرافقة وإخضاعهم لورشات تدريبية لمعالجة الاختلالات المسجلة في الكتابة الدرامية، ما يمكّن من وضع العديد من النصوص الجيّدة.

من جهته، أوضح علاوة جروة وهبي فيما يتعلق بالنصوص المشكوك فيها أنّ بعض النصوص التي وصلت اللجنة تحيل عند قراءتها إلى نصوص أخرى، ما يدخل في دائرة الشك، ومع التأكّد بوجود نص أصلي تدخل في خانة السرقة، وقال “استبعدنا النصوص المشكوك فيها كي لا نقع في موضع غير جيّد ورشّحنا الأعمال البعيدة عن الشك”، وتابعت كنزة مباركي أنّ المواضيع التي حملتها النصوص المترشّحة للجائزة تنوّعت بين الملاحم التاريخية، الإبداع، الرقابة، الشخصيات التاريخية والفنية، التقاليد، الزيف والاحتيال وكذا الأسطورة والخرافة وغيرها.

شارك المقال