“أرامل” للمخرجة شهيناز نغواش.. هل يتغير مفهوم المرأة للحياة؟

تبني المخرجة شهيناز نغواش فكرة مسرحيتها “أرامل”، على مسؤولية المرأة المظلومة في كل ما يجري لها وسط مجتمع ذكوري متسلط، وتحديد المذنب في المقام في الأول، كما تحاول إيصال مفهوم مُعيّن، يتلخص في المجمل، حول قدرة المرأة على تغيير مفهومها للحياة والبحث عن مكامن المشاكل في ذاتها وبالخصوص قابلية الخضوع للرجل.

“أرامل” للمخرجة شهيناز نغواش، أول مسرحية تدخل المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الـ 14، والتي اقتبستها المخرجة عن نص أصلي بعنوان “مدرسة الأرامل” للكاتب الفرنسي جون كوكتو، وأدى أدوارها كل من موني بوعلام في دور “آسيا” ونجلاء طارلي في دور “أحلام” وياسمين عباسي في دور “ياسمين”، فيما صمم السينوغرافيا شهيناز نغواش وكانت الموسيقى لعمار حسيس وعبد الحميد ليتيم وأعد رمزي دفوس
الكوريغرافيا.

كيف تنجب المرأة الرجل وتصنعه ثم تكون ضحيته؟ وهل هي ضحية استسلامها لأعراف المجتمع؟ أم أنّ وفاءها للرجل يجعلها تضحي من أجله؟ تساؤلات تدور في فلكها قصة مسرحية “أرامل”، وفي الجهة الأخرى “ياسمين” التي تكتب بسخرية قصة “آسيا” و”أحلام” الأرملتان، وهما ضحيتان في الوقت ذاته للرجل نفسه، ولكل واحدة قصتها.

في بيئة حزينة تحيلنا إلى المقبرة، سيدة تبكي زوجها وتصوم عن الأكل حتى تلقى المصير نفسه، لأنها لا ترغب في الحياة بعده، وخادمة مجبرة على عيش القدر ذاته بحكم العشرة التي تربطها بسيدتها، والأحداث تتوالى وسط هذا العالم الموحش، بين محاولات لإقناع السيدة عن مراجعة أفكارها في الموت والبحث عن بعث حياة جديدة بعد وفاة زوجها وطي صفحة الماضي، وبين منعطفات ساخرة في العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة، تنكشف فيها بعض الخفايا كالخيانة والأنانية والاستغلال، تغير مجرى الأحداث.

بين اللحظات الدرامية والكوميدية خيط رفيع في مسرحية “أرامل”، فالمخرجة نجحت في نقلاتها متكئة على أداء مقنع لأبعد الحدود من طرف الممثلات، خاصة ثنائية موني بوعلام ونجلاء طارلي، وحتى مع كثافة الحوار والحركة على الركح، فالأداء لم يشُبه الخلل، إضافة إلى تحكم كبير في عناصر العرض سواء من حيث السينوغرافيا والإضاءة والكوريغرافيا، ناهيك عن استخدام الدمية التي لها دلالاتها ورمزيتها في العرض، جعلت الجانب البصري لافتا في المسرحية.

فيصل شيباني

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *