“شجرة الموز” لمسرح سكيكدة الجهوي: حتى لا يقطع الأبناء جذور الآباء

عرضت، يوم الأربعاء 28 ديسمبر 2022، بالمسرح الوطني الجزائري، مسرحية “شجرة الموز” ممثلة للمسرح الجهوي سكيكدة في إطار الدورة 15 لمهرجان المسرح المحترف، أمام جمهور متنوع استمتع على مدار ساعة من الزمن بثنايا القصة الاجتماعية والحالة النفسية التي سردتها ركحيا المخرجة شهيناز نغواش.

واقتبست المخرجة شهيناز نغواش نصها المسرحي الذي اختارت له عنوان “شجرة الموز” عن النص المسرحي الأصلي بعنوان  “ليلة القتلة” للشاعر والكاتب المسرحي الكوبي خوسيه ترييانا (1931-2018)، واحتفظت بصلب الحكاية التي تتطرق إلى معاناة ثلاثة إخوة (شابان وبنت) من تسلط الأبوين وقسوتهما وسوء استخدامهما للسلطة الممنوحة لهما بحكم الطبيعة والمجتمع والأعراف العامة.

كما اختارت المخرجة، عنوان “شجرة الموز” التي تسمى أيضا شجرة قاتل أبيه،  لأن بعد قطف الثمار يتم قطع الشجرة لكي تسمح للأشجار المجاورة لها بالنمو، ولكن لكونها شجرة تحتاج إلى رعاية مستمرة وتحتاج الشتلة إلى حماية حتى لا تصاب بأي عدوى، تماما كما يحتاج الأبناء إلى رعاية وصون مستقبلهم النفسي والمادي والاجتماعي.

قدرة هذه الشجرة على العطاء، فهي شجرة معروف أنها بمجرد منحها الثمار تبدأ أوراقها في الذبول لكنها تترك وراءها فسائل قادرة على النمو سريعا وتضمن استمرارية الإنتاج.

وحاولت نغواش أن تبرز هذا الصراع النفسي بين الأبناء والآباء من خلال شخصيات تحمل في ملامحها متناقضات الإنسان الذي يظهر أحيانا بريئا مسالما وأحيانا أخرى خبيثا عدائيا قادر على اقتراف أبشع الجرائم. لهذا تميز حديث الإخوة بالعسر في النطق أحيانا والطلاقة في التعبير، وبين لحظات كاريكاتورية مضحكة وأخرى عدائية واضحة، يتراشق الإخوة اللوم والتهم فيما بينهم ويكاد الصراع أن ينفجر بينهم، قبل أن يتفقوا على محاكمة الوالدين بطريقتهم الخاصة. وضعت نغواش شخصياتها المسرحية، وسط ديكور مصنوع من مادة البلاستيك، وهو خيار سينوغرافي أرادت من خلاله صاحبته أن تعبر عن الشفافية تارة والأمان وأيضا رغبة منها في استعارة أدوات عملية في مجال الفلاحة ونقله إلى المسرح فيتغير مدلولها.

شارك المقال