ندوة المتوجين: رضا الجمهور أهم من الجائزة

احتضن فضاء امحمد بن قطاف، يوم الثلاثاء 16 مارس 2021، ضمن برنامج الدورة الـ 14 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، ندوة المتوجين، بإدارة الدكتور لخضر منصوري، ومشاركة المخرجين شوقي بوزيد وجمال قرمي والدكتور حميد علاوي، مع غياب مجموعة من المخرجين منهم أحمد رزاق وفوزي بن براهيم وميسوم لعروسي.

وقال الدكتور لخضر منصوري في بداية النقاش، إن جوهر الصنعة المسرحية هو كل الإبداعات، مع العلم أن هذا الجوهر ليس قالبا جامدا ويترك للفنان حرية الانطلاق، سواء عبر الاعتداء على القوالب الجاهزة أو شق طريق جديد دون تجاهل القواعد الأساسية للصنعة المسرحية.

وأضاف منصوري أن أساليب جديدة ظهرت بفضل اجتهادات قدمها مخرجين جزائريين، وهذه الأسماء غنية عن كل تعريف صنعت مجد المسرح في الجزائر.

من جانبه، يرى المخرج شوقي بوزيد أن الجوائز لا تشكل عائقا أمام المتوج، بل المشكل يتلخص في الذهنيات العربية وفي العالم الثالث عموما، معتبرا أن الجائزة في مهرجان لا تعني أن الفائز بها هو سيد القوم وأحسنهم، ناهيك على أنها لا تجعل من الفنان الأفضل، بل تضيف له راحة نفسية.

وأردف، مخرج “موسوساراما”، قائلا “عندما نتفق على هذا، تذهب حمّى الكواليس ولن تكون الأفضل إلا بما تقدم، وعندما نقدم عرضا، هناك من لا يتقبل العرض ولا يعجبه، ولجنة التحكيم لا تقيس عملك على الحركة المسرحية الجزائرية بل مع الأعمال التي دخلت معك المنافسة، ويجب أن نفهم أنه عندما تتوج بالجائزة تبقى أنت ولن يتغير فيك شيئا.”

وقال شوقي بوزيد إنه من دعاة إلغاء الجوائز، لأن فيها ذاتية وحسابات أخرى، وهذا الأمر مطروح على ضمير لجنة التحكيم، معتقدا أنه حدثت كوارث في المهرجانات السابقة، وكان تتويج البعض غير مقبول تماما.

وأشار بوزيد أنه كان يريد التتويج بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح المحترف،  وحصل ذلك ولكن لا شيء تغير فيه، مشيرا إلى أنه اقترح على محافظ المهرجان محمد يحياوي إلغاء الجوائز في المهرجان،كما قدم مقترحا آخرا بأن تٌكوّن لجان التحكيم من النقاد للخروج من الذاتية، مضيفا أن الجميل في المهرجان أنه صار مهرجانا وطنيا.

ويرى المخرج جمال قرمي، أن أي مخرج مسرحي يبني عمله على الصدق والضمير المهني إضافة إلى أن نجاح العرض يمر عبر اختيار نص وتوزيع جيدين، والهدف الأسمى هو كيفية إيصال المادة الورقية للجمهور لإعطاءه الفرجة وجرعة أوكسجين، فيما تبقى الجائزة عبارة عن تحفيز معنوي يمكن أن تكون نعمة أو نقمة.

واعتبر جمال قرمي أن الأمثلة عديدة في لمهرجان ممن توجوا بجوائز وبعدها سقطوا سقوطا حرا ودخلوا في متاهات، مضيفا أن هذه الجوائز تركت المبدع في حلقة مغلقة.وقال”في مسرحية نزهة في غضب، التي أخرجتها شارك فيها مجموعة من الشباب وترشحت لجوائز عديدة، لكن سرعان ما تفرقت الفرقة”.

من جهته، قال الدكتور حميد علاوي “أضع نفسي كعضو في لجنة التحكيم، أصعب حالة أن تكون في التحكيم ومهما فعلت، فالنتائج ستسفر عن حديث وتعاليق، خاصة وأننا وسط مجال نعرف فيه بعضنا البعض، وعقب كل مهرجان هناك مناوشات تحدث، هناك اشتغال للجنة ورؤية ووجهة نظر ممكن تتفق معها أو تختلف معها.”

وحسب علاوي، فإن التنوع والتجربة والنزاهة أمور تدرس وتولى أهمية كبيرة، ونقاشات اللجنة تطول كثيرا، مضيفا أنّ الجائزة الكبرى هي رضا الجمهور والمحافظة على الريتم الذي وصله الفنان.

أما المخرج المسرحي حليم زدام، يرى أنّ المفارقة الجزائرية هي اندثار الفريق المتوج دائما، رغم العمل والتعب في إنتاج وإنجاح العرض، لذلك يجب التفكير في عقود محددة للفنان من أجل أهداف معينة.

من جهته، أوضح محمد يحياوي محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أن الجائزة هدفها تحفيزي، مضيفا “بعض المخرجين طلبوا مني إلغاء الجوائز، وأنا كمحافظ نقلت الطلب إلى الوزير الأسبق للثقافة عز الدين ميهوبي وقابله بالرفض، وتابع يحياوي “تبقى الجوائز مكسبا للفنان وتدفعه للتفكير أكثر والمهرجان فضاء تنافسي، أنا في تحدي مستمر من أجل إقامة المهرجان وأدرك أنه إذا توقف سنة واحدة لن يعود من جديد، لهذا علينا أن نتكاتف، وبالنسبة للجوائز يبقى رأي وتقدير لجنة التحكيم هو الأساس”.

فيصل شيباني

شارك المقال