المخرج مختار حسين
“تراب الجنون” تكريم لعلا الفوندو وصرخة ضد الاستغلال
قال المخرج مختار حسين إن عمله”تراب الجنون” هو صرخة في وجه استغلال ثروات الشعوب، لكنه في نفس الوقت انتفاضة ودعوة لتحرير الوعي الجمعي من أجل الخروج من حلقة اتهامنا للغرب باستغلال ثرواتنا، دون بذل مجهود من أجل التحرر من هذا الاستغلال، مضيفا أنه اختار رفع تحية للفنان علا الفوندو الذي ارتبطت موسيقاه بصحراء القنادسة وبالمناجم أيضا كونه صنع أول آلة له من بقايا الأدوات المنجمية.
تراب الجنون عرض استمد نصه من وقائع حقيقية كيف ولد هذا المشروع؟
ذهبت إلى بشار في 2022 من أجل مشروع تكوين حول طاقة الممثل، ومشروع حلم للمرافقة النفسية للأطفال في الأحياء الفقيرة وفكرت في مشروع مسرحي يمكن لأبناء بشار والمشاركين في الورشة أن يجدوا أنفسهم فيه، فكانت البداية مع موسيقى علا الذي يلقب بالفوندو، والتي تعني المنجم. من هنا بدأنا البحث عن قصص المناجم في بشار، وجمعنا شهادات لمجاهدين بعضهم شارك في عمليات تحويل الديناميت من مناجم القنادسة، كما كان معنا ضمن الفريق مساعدين أبنائهم شاركوا في هذه العمليات. جمعنا كل هذه القصص تحت إشراف الكاتب هشام بوسهلة والمعالج الدرامي إسماعيل سوفيت فكان هذا العمل “تراب الجنون”.
وهل صادفتك ثمة صعوبات في تحويل هذه القصص الواقعية إلى الخشبة؟
لم أجد أي صعوبات، ربما بالنسبة للكاتب هشام بوسهلة أو المعالج الدرامي سوفيت، لكني كمخرج نفذت التصور الذي كان في ذهني بكل سهولة ووجدت ما كنت أبحث عنه في نص هشام بوسهلة.
ما هي رسالتك من خلال هذا العرض؟
في البداية أردت اختيار قصة تعنى بتراث المنطقة، بقصصها وموسيقاها وألوانها. لكني لاحقا وجدت أننا في 2023 ما زلنا نتحدث عن استغلال الأجانب لثروات الشعوب الإفريقية وما زلنا نقاوم هذا الاستغلال بطريقة أو بأخرى. وهنا أريد أن أشير إلى أننا أدخلنا بعض التعديلات على بعض المشاهد حتى تناسب لإشارة إلى ما يحدث في غزة خاصة ما تعلق بقصة الأنفاق.
كمشاهدين كنا ننتظر أن تكون ثمة نهاية للأحدث كأن ينجح العمال مثلا في إنشاء نقابة، أو الخروج من النفق، لكنك اخترت نهاية معلقة، لماذا؟
ما زلنا في 2023 نتحدث عن استغلال الغرب لثروات الشعوب، لكن في نفس الوقت وعوض البحث عن حلول لإنهاء هذا الاستغلال بقينا ننتج أدوات الصراع فيما بيننا حيث رأينا مثلا النقابي يحلم باستعادة حكم جده عوض استغلال النقابة للتحرر من استغلال المعمر.
وهل كان خيار موسيقى علا الفوندو خيارا متعمدا؟
نعم كان خيارا متعمدا كنوع من التكريم لهذه الشخصية الفنية التي ارتبطت بصحراء القنادسة إضافة إلى كون علا الملقب بالفوندو ابن المنجم فقد كانت أول آلة عزف عليها مصنوعة من بقايا أدوات منجمية.
تراب الجنون هو أول عمل للمسرح الجهوي لبشار الذي أنشأ حديثا، هل ثمة مشاريع أخرى في الأفق؟
نحن بصدد الاشتغال على نص لكاتب شاب تم اختياره من بين عدة نصوص وردت إلى مسرح بشار، حصل النص على دعم من لجنة دعم الآداب والفنون بالوزارة وسيبدأ الاشتغال عليه قريبا.
