إبراهيم صحراوي مدير دار التنوير

غياب كُتاب نصوص مسرحية أدى إلى ضعف نشره

ما هي الخصوصية الجمالية التي التمسها في نص “غصة الباي” قبل نشره؟

أولا وقبل كل شيء خصوصية هذا العمل هو الموضوع في حد ذاته والذي يؤرخ لمرحله حرجه في تاريخ الجزائر والتي تتمثل في البداية للتأسيس والترسيخ للمقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي، مع اقحام في إحدى حلقاتها مقاومه أحمد باي وهي عنصر ذو أهمية بالغة في تاريخ المقاومة الجزائرية، ثانيا التوفيق في اختيار اللغة من طرف الكاتب حميد علاوي الذي استخدم لغة مقبولة من الناحية المسرحية فلا هي لغة راقية جدا تعيق قراءة النص ولا هي اللغة العامية تُنفِّر من قراءته هذا بصفة عامة، إضافة إلى بعض الأجواء التي أوجدها الكاتب والتي أضفت هذه الخصوصية والتي أتمنى أن تجد رؤية إخراجية ملائمة لتجسيدها على الخشبة.

 ما سبب ضعف نشر النصوص الأدبية المسرحية؟

يعود ضعف نشر النصوص المسرحية أساسا إلى عدم توفر كُتَّاب نصوص مسرحية أدبية، لأنه هناك فرق ببن النص الذي يكتب بالعامية ليجسد على خشبة المسرح مباشرة وبين النص المسرحي الأدبي الموجه للنشر، وهو ما يخلق عدم توفر النصوص المسرحية الأدبية المقترحة للنشر، أو على الاقل ما يقترح منها قليل جدا، إضافة إلى كل هذا عزوف الناشرين عن النشر لعدة أسباب نذكر منها كساد سوق الكتاب في الجزائر بصفة عامة لاعتبارات كثيرة منها تدني القراءة، ارتفاع تكاليف الطباعة وانعكاساتها على أسعار الكتاب في حد ذاته، كل هذه الأمور وأخرى ساهمت في تقليص النشر إلى حد ما بصفة عامة، وزادت من غياب نشر النص المسرحي.

هل يعتبر العامل التجاري او الاستثماري من بين الاسباب التي تدفع الناشر إلى العزوف عن نشر النصوص المسرحية؟

أكيد أن الهدف السامي من نشر هذه الاعمال هو من أجل نشر الوعي والثقافة وإشباع رغبات القارئ إلا أنه وكما لا يخفى عليكم أن للنشر هدف استثماري، يعني أنك حين تنشر عمل ما فإنك تراهن على القراء وعلى النص في حد ذاته، فعلى الأقل التمكن من تغطية تكاليف نشر الكتاب، لان مشكلتنا في الجزائر لا نسحب مئات أو آلاف النسخ مثل ما كنا سابقا، بل بالكاد نسحب 200 إلى 500 نسخة، وذلك لاعتبارات كثيرة منها عدم وجود قراء، ارتفاع تكاليف الطباعة ناهيك عن طول مدة التصريف في السوق.

كيف ترى واقع دعم الدولة لمؤسسات النشر؟

لو ترفع الدولة يدها على دعم دور النشر سيتوقف النشر لا محالة، فدعم الدولة للنشر متعدد الأوجه ويتم بطريقة مباشرة عبر تمويل وزارة الثقافة عن طريق صندوق دعم الابداع لبعض الاعمال المقترحة بعد دراستها والموافقة عليها، إضافة إلى طرق غير مباشرة كاقتناء الدولة لبعض هذه الاعمال ووضعها تحت تصرف مكتبات المطالعة الرئيسية لكل ولايات الوطن وبذلك تعم المنفعة على الكاتب، الناشر وكذا القارئ.

شارك المقال