مسرحية “إفريقيا 45-60” لجمعية الموجة تدخل المنافسة

قدمت الجمعية الثقافية الموجة من مستغانم عرض “إفريقيا 45 – 60” داخل المنافسة بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته 16، أمسية الجمعة بقاعة مصطفى كاتب التي تسرد قصة نضال من أجل الحرية.

عالج العرض موضوع إفريقيا كإشكالية راهنة حاليا، حيث لازالت أطماع الغرب في إفريقيا السمراء قائمة، عن نص عبد الرحمن كاكي 132 سنة، والعمل له رؤية إخراجية واضحة ومحكمة حيث ظهر جليا تأطير للممثلين ركحيا.

تبدأ قصة “إفريقيا” بالنضال من أجل الحرية والاستقلال الذاتي وعدم الخضوع للتبعية للغرب التي تعكس أبعادها في الكثير من الأحيان، وهي أطماع الغرب التي لا تنتهي لنهب ثروات وكنوز القارة السمراء.

مسرحية “إفريقيا 45- 60″، عبارة عن استعراض كوريغرافي غنائي لمجموعة من الممثلين الشباب، قدّموا عرضا احترافيا لافتا من خلال لوحات فنية متناسقة، حيث عرف المخرج عادل طويل كيف يشد الجمهور في أكثر من 60 د بوصلات غنائية ومشاهد كوريغرافية تفاعل معها الجمهور، اشتغل فيها مع فرقة شبانية بامتياز.

كما اعتمد المخرج على توزيع الممثلين ركحيا في شكل فسيفياء يتغنى بإفريقيا ويندد “إفريقيا للإفريقيين”، ومع توزيع الأدوار نجد المداح الذي كان يقدم حكايات وأمثال شعبية من عمق المجتمع الجزائري، وشخصية إفريقيا التي لا تتبدد وإنما تجدد.

كما كانت الفرجة النصيب الأكبر للجمهور الذي ارتحل على أنغام افريقيا بمشاركة 15 ممثلا، حيث تناسقت على إيقاع طبول إفريقية وأهازيج ألفها موسيقيا عبد القادر صوفي، التي تعبر على إبداع الإنسان من منطلق تراثه.

للعلم مسرحية “إفريقيا 45- 60” للجمعية الثقافية “الموجة” من مستغانم توجت بالمرتبة الأولى في تصفيات المهرجان الثقافي المحلي 13 للمسرح المحترف في سيدي بلعباس، وعادت مرتبته الثانية إلى مسرحية “ناكر لحسان” ليوسف تعوينت عن جمعية “حركة مسرح القليعة”، في حين تُوج بالمركز الثالث مسرحية “دوّار العميان” لمحمد مصطفى يحياوي عن جمعية “تياترو” من تيارت.

وفي الجلسة النقدية قال الناقد المسرحي والأكاديمي بن عيسى: “إن مسرحية “إفريقيا” تعد فرجة افريقية بامتياز، والتميز جاء في تنوع الرقصات واللوحات الجمالية، المحملة برسائل موجهة إما بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة”.

وأضاف “إن هؤلاء الشباب يستحقون كل الثناء والمرافقة، ومثل هكذا عروض عودتنا بها مستغانم بجمعية “الموجة”، وهو العرض الذي جاء شبه ملحمي يوضع في خانة الموضوع الراقص، الممزوج بالموسيقى والغناء ولكن نلمس غياب الحوار، والمسرح هو فعل مسرحي”.

شارك المقال