قدمت شهادات حية في حقهم: مسرحيون رحلوا عنا وما رحلوا عن ذاكرة الخشبة

شريط فيديو بعنوان بصمات حول المسار الفني للفنانيين المسرحيين الراحلين

 

نظمت محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته 16 ندوة تكريمية للمسرحيين الراحلين خلال عام 2023، صباح السبت30 ديسمبر بنادي أمحمد بن قطاف، بالمسرح الوطني الجزائري، مرفوعة لكل من نادية جيبيلي، محمد عدلان بخوش، عبد الحليم زريبيع، بحضور فنانين تعاملوا معهم لإلقاء شهادات حية في حقهم.

قال الأستاذ حميد علاوي: “عام 2023 سجل رحيل ثلاثة فنانين قدموا للفن الجزائري الكثير الفنانة نادية جيبيلي، محمد عدلان بخوش، والفنان عبد الحليم زريبيع، واحتفاء بهذه الأسماء التي غادرتنا وبقيت أعمالهم حاضرة في المشهد الجزائري.”

تركوا وراءهم مسار فني ثري خلده الركح

كما تم تقديم فيديو يسرد مسارهم الفني، الفنان عبد الحليم زريبيع الذي كان مصدر إلهام الكثير من الشباب في الأداء كونه شخصية فنية تتميز بكاريزما قوية أثرت في المشهد المسرحي، زريبيع إبن مدينة تندوف بدأ نشاطه الفني قبل التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق في سوريا وذلك سنة 1987.

له عدّة أعمال مسرحية كممثل وكمخرج، ومنها مسرحية نهاية لعبة والحكواتي الأخير ومسرى ومسرحية الصحراء الأخيرة وشهرزاد لالة النساء وبنات لير وأخرها قهوة القالمي. شارك بالتمثيل بمسلسل الإمام عام 2017، ومسلسل الخاوة في جزئه الثاني، ولاد الحلال، وأخرها مسلسل 1111.

الفنانة نادية جيبيلي التي اعتلت الركح لأكثر من 20 سنة، وذاع صيتها في الجزائر وخارجها، اعتلت ركح علولة لأول مرة بعد تخرجها من معهد الفنون الدرامية بوهران مسقط رأسها، مثلت في العديد من المسرحيات والمسلسلات من بينهم أرلوكان خادم السيدين، بال العسة، أوبيرات اللؤلؤة.

كان أخر عمل الفنانة هو تدريب الأطفال المصابين بالتريزوميا على اول عمل مسرحي وطنيا بعنوان ” ثلجية” رفقة زميلتها صافية شقاق لمدة أربعة أشهر، قبل تقديم العرض العام في فيفري 2022.

عدلان بخوش فنان رغم صغره سنه، عرف بالتزامه، بعد انتقاله من مسرح الهواة إلى المسرح المحترف مرورا بالمسرح الجامعي، هو الفنان الذي أعطى لمسته في ملحمة “ألا فالشهدوا” التي جاءت في ذكرى الستين للاستقلال الجزائر.

كما شارك فاقد الركح في مسلسل “صالح باي”، وكتب نصوص منها “انتحار الرفيقة الميتة”، و”شمة دوريجين”، واستلهم من التراث الجزائري قصة “بقرة اليتامى”. وهو خريج المعهد العالي لمهن فنون العرض السمعي والبصري بالجزائر.

الفنانة نادية جيبيلي، محمد عدلان بخوش، والفنان عبد الحليم زريبيع، رحلوا عنا جسدا، ومنحهم الركح الأبدية، فلن ينساهم عشاق الفن الرابع لتبقى بصمتهم شاهدة على ما قدموا لأبي الفنون.

رحلوا وفي قلبهم حرقة الفن وجنونه

قدمت الممثلة فضيلة حشماوي شهادة في حق الراحلين عنا والباقيين في ريبرتوار المسرح الجزائري، ذكرت نادية جيبيلي عميدة المسرح، ووصفت بخوش بـالجميل المبدع ركحيا حيث قالت: “بكيت وتأثرت لرحيله وكأنما فقدت إبني”، وقالت عن زريبع “إنه الأسد الذي اشتغلت معه، وحين أقف أمامه يقشعر بدني، وهو القادر من مدينة تندوف عاشقا للمسرح إلى العاصمة وهران، فقط طلبا للفن وحبه فيه”.

وقال مخرج مسرحية “شمة دوريجين” عبد الجليل نجاعي، عن صديقه وزميله عدلان بخوش كاتب النص، أنه لم ينعم بحياته بالراحة بل كان حتى في الدقيقة الأخيرة يجتهد ويثابر رغم أنهم منعوا عنا اللعب بالمسرح الجهوي لقسنطينة عدة مرات، فإلى متى يموت الفنان وفي قلبه غصة الفن التي لا تنتهي.

شارك المقال