“الريح ف الشبك” لتعاونية “الطاسيلي”: عرض فرجوي عن الاحتيال

ضمن عروض مسرح الشارع، قدّمت تعاونية “الطاسيلي” للثقافة والفنون من قسنطينة، الأحد 25 ديسمبر 2022، عرض “الريح ف الشبك” عن نص ياسين تونسي وإخراج كمال الدين فراد، والذي عرف تفاعلا كبيرا للجمهور التي أمّ ساحة “محمد توري” ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف.

وبأكسسورات بسيطة، قدّم أعضاء التعاونية الأربعة، عرضا فرجويا جميلا، لفت انتباه المارة وضيوف “بشطارزي”، وزادت العيطة والبندير الأجواء متعة، فضلا عن الأداء المقنع للممثلين الذين سلّطوا الضوء على سلوك بات “عاديا” في المجتمع حتى وإن كان من ضرب الكذب والخداع.

البداية كانت مع “بلعوط” الذي يحاول بكلّ الطرق استمالة الزبائن، فهو يبيع النادر من الأشياء على غرار “وردة السعادة..وردة روميو وجولييت” التي كسبها عنتر وأهداها لعبلة، ليخرج صوت من بين الجمهور يتّهم “بلعوط” ببيع الكلام على شاكلة “الريح ف الشبك”، ويتفق مع الأطراف الثلاثة الأخرى على رواية قصة عمادها الكذب والاحتيال في محاولة لخداع الجمهور بعنوان “الحمار وكبير التجار”.

بالمناسبة، قال صاحب  النص ياسين تونسي لموقع المهرجان، إنّ اختيار العنوان جاء انطلاقا من الواقع الذي نعيشه، وسعت تعاونية “الطاسيلي” إلى تقريب العمل المسرحي من الجمهور، وأضاف “مسرح الشارع مسرح شعبي يتفاعل معه الجمهور، ومن الأحسن أن يكون موضوعه قريبا من يومياته”، مواصلا أنّ مسرح الشارع بدأ يخلق لنفسه مكانة مهمة في مختلف مناطق العالم، تماشيا مع ما يريده الجمهور الذي بات يحبّذ الفضاءات المكشوفة لممارسة شتى المظاهر الحياتية ومنها متابعة العروض المسرحية. وأشار تونسي إلى أنّ “الريح ف الشبك” مستلهمة من التراث الشفهي العالمي، حاول إسقاطها على راهن المتفرج الجزائري. كما تحدّث عن صلب العرض وهو “الاحتيال” كظاهرة مقيتة، مآلها الفشل، فالمحتال كمن يستعمل الشباك لجمع الأموال مصيره الفضح والإدانة، وأوضح أنّ الفرقة اعتمدت على المسرح التفاعلي من خلال إشراك الجمهور وجعله عنصرا مهما في العرض، مؤكّدا أنّ مسرح الشارع يتطلب قدرات تمثيلية كبيرة وجهدا مضاعفا وتركيزا أكبر لأنّ الممثلين في لقاء مباشر مع الجمهور فلا خشبة ولا كواليس ولا مؤثرات صوتية أو ضوئية. وتابع بالإشارة إلى الاعتماد في “الريح ف الشبك” على قدرات الممثل وبساطة الحوار واللعب مع الجمهور، مؤكدا أنّه سرّ نجاح العرض في ثاني تجربة بالجزائر العاصمة.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *