جميلة مصطفى الزقاي باحثة جامعية وناقدة مسرحية
المرأة المبدعة لا تنتظر يد العون بل تفتك الفرص بالنضال المتواصل
ناقشت صبيحة اليوم الأربعاء، نواعم المسرح الجزائري خلال ندوة بعنوان “إخراج النواعم… بصمات الإخراج النسائي في المسرح الجزائري”، ناقشت مكانة المرأة المبدعة في المسرح الجزائري ومختلف تحدياتها، الباحة الجامعية والمناقشة المسرحية السيدة جميلة زقاي كانت إحدى المتدخلات خلال هذه الندوة.
تحدثتم عن المرأة المبدعة المخرجة برأيكم هل يقاس وجود المرأة المخرجة في المشهد المسرحي اليوم بشح الأعمال المقترحة او بطبيعة العمل المقدم الذي لا يرقى إلى المستوى المطلوب؟
يرتبط وجود المرأة في المسرح الجزائري بوتيرة إبداعها حتى إنني حين أقف عند المخرجات وفق تراكمي إنتاجه الإبداعي وليس وفق اسمهن أو مدى تواجدهن وغير ذلك، فالفيصل دوما هو الإبداع المسرحي سواء كتابة أو إخراجا أو أي مهنة من مهني العرض الذي ليه تتواجد فيه المرأة حقيقة، حيث وجدت وفي الإخراج والكتابة وكذا التمثيل لكن باقي مجالات مهن العرض والصناعة التأليف البصري المسرحي فلا وجود لها فيه هذا عن رأيي، غير أن هناك اعتبارات أخرى تقبل من خلالها الاعمال النسوية في مجال الخشبة، للأسف هي بعيدة كل البعد عن مستوى العمل المهنية وتخضع للوساطة والاعتبارات الشخصية، دون النظر إلى العمل المقدم في حد ذاته، وأنا شخصيا عانيت من هذا التهميش ،حيث وضعت نصوص بجهات كثيرة إلا أنها لم تحظ بالاهتمام ليس لعدم رقيها بل فقط لأنني السيدة زقاي يعني لاعتبارات شخصية أوحسدا من أنفسهم، كوني أدرس بالجامعة فلا مكان لي بينهم وعليّ أن أكتفي بالتدريس.
كيف ترين مكانة المرأة الجزائرية المبدعة في المشهد المسرحي في العالم العربي؟
مكانة المرأة الجزائرية الفنانة اليوم لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها بالوطن العربي لكن بتفاوت فمثلا لم يكن من قبل في الوطن العربي ممثلة سعودية ولا عمانية يعني المرأة العربية كانت مفقودة في الكثير من المسارح لكن اليوم هي موجودة ولها شهادات وعددها في تزايد، إذن أنا أؤمن من خلال تجربتي التي أقول عنها متواضعة مع أنني عانيت الأمرين مع الأسف يُعترف بنا عربيا ثم يُعترف بنا وطنيا وهذا ينبغي أن يتوقف. لكن لا يمكن ان يتحقق ذلك بين ليلة وضحاها ، وأن نتمكن من القضاء على ذهنية المجتمع الجزائري إزاء الفنون ككل، لأن حتى ممارسة الرجل للفن وفيها إحراج له فما بالك بالمرأة.
كيف نستطيع اليوم تغيير ذهنية المجتمع الجزائري وتقبله للمرأة في المسرح؟
أقول أنه بنضالنا المتواصل نحاول جاهدا من تغيير هذه الذهنية وإيجاد حلول لها مثلا من خلال مسرح الطفل والمسرح المدرسي حتى يشب الطفل على تقبل المرأة في هذا المجال، إضافة إلى ذلك في الجزائر تخطو خطوات كبيرة في سبيل تغيير هذه الذهنيات على سبيل المثال تعليمة رئيس الجمهورية لإدراج بكالوريا الفنون ضمن المنهاج الدراسي،وعليه فالمجتمع الجزائري في طريقه إلى التكيف مع وجود المرأة في المشهد المسرحي الجزائري في أريحية الى حد ما، إلا أن هذه الأريحية كما سبق وقلت لن تأتي من غير كفاح ونضال، فمثلا المخرجة المناضلة المبدعة “تونس آيت علي” وما هي عليه اليوم من مستوى إبداعي راق، لم يأتي من عدم بل بالنضال المتواصل والتحمل والاستمرار رغم كل العقبات، وأنا أحييها وأثمن كل ما تقوم به اليوم من نضال في سبيل ترسيخ مكانة المرأة المبدعة في المشهد الفني المسرحي.
على مدى مسارك الفني الإبداعي لمن تقولين اليوم شكرا ؟
لأن الأصيل يبقى ممتن لكل من أعطى له يد العون فبودي اليوم أن أشكر صديقتي المناضلة الحقَّة المسرحية “تونس آيت علي” التي لولا إيمانها بي لما رأت نصوصي النور واقولها بكل صراحة ولا حرج لي من ذكر ذلك، رغم كل المشاكل الجانبية التي حدثت بيننا ، فقد أدخلتني إلى مخبرها الفني والإبداعي من أول خطوة وهي تقول أستاذة مزة قاعي يجب أن تكوني معنا، كماعلى لا يفوتني أن أذكر فضل الفنانة الراحلة صونية عليا والتي أدخلتني مخبرها النقدي وكانت تقول للممثلين اسمعوا ما تقوله الأستاذة زقاي والتزموا به
فأنا ناقدة وباحثة وعلي أن أقول الحقيقة كما هي دون اعتبارات شخصية أو تهميش وحين أرى شيء يستهويني فأنا لا أتأخر، لكن أيضا حبري عزيز علي جدا فلا أكتب إلا على من يستحق النقد والاستنطاق والمساءلة.