الكاتب الدكتور حميد علاوي
على المسرح الجزائري أن يتناول الموضوعات التاريخية
عبر الكاتب حميد علاوي عن رغبته في أن يلقى نصه المسرحي “غضبة الباي” طريقه إلى خشبة المسرح، مؤكدا على ضرورة التمسك بالعناصر الدرامية التي يتميز بها، معرجا خلال الندوة الفكرية التي نشطها اليوم الأحد 24 ديسمبر 2023، رفقة الروائي أمين الزاوي والناشر ابراهيم صحراوي ضمن الدورة السادسة عشرة المهرجان الوطني للمسرح المحترف بقاعة امحمد بن قطاف، معرجا على أهم الأحداث التاريخية التي ميزت مقاومة أحمد باي للاستعمار الفرنسي.
أين تدور تفاصيل وأحداث نص “غضبة الباي”؟
هو نص مسرحي حول مقاومة أحمد باي بقسنطينة والتي بدأت أولا في الجزائر العاصمة مع بداية الاحتلال الفرنسي عام 1830، وخروجه منها في تلك الفترة مرورا بمدينة سطيف متجها إلى قسنطينة متسلحا بفكرة المقاومة، وإذ كان يلتقي بزعماء القبائل ويحدثهم عن نوايا المستعمر وأطماعه التي لن تتوقف عند أسوار الجزائر العاصمة، وهو ما تم فعلا فامتدت الأطماع الفرنسية إلى مدينة عنابة ثم قسنطينة التي كانت آنذاك مدينة حصينة استطاعت ان تتصدى للاستعمار الفرنسي في حملته الأولى التي قتل خلالها الكثير من الضباط الفرنسيين غير أنه تمكن لاحقا من اسقاطها في حملته الثانية، غير أن مقاومة أحمد باي تواصلت بتنقله من مكان لأخر من أجل حشد وتعبئة القبائل وقام بتكوين قلعة حصينة ومعسكرا لا يزال يحمل اسمه في سيدي مصمودي، حيث فقد ولديه هناك.
ما هي الرمزية التاريخية التي تمثلها مقاومة أحمد باي؟
كانت مقاومة شرسة أعطت الثقة للجزائريين في مواصلة التصدي للمستعمر وبالتالي تولدت الكثير من المقاومات الشعبية عبر التراب الوطني، يمكننا القول إن ثورة نوفمبر 1954 ولدت من رحم تلك المقاومة.
ضمن أي صنف أدبي يندرج نص “غضبة الباي”؟
هو نص مسرحي ملحمي يقدم الكثير من التفاصيل دون تغييب العناصر الدرامية التي يحتاجها المسرح، بالتالي هذا النص يندرج ضمن النصوص التي تحدث عنها بريخت، مثلما كتب الأستاذ أمين الزاوي عن الكتاب في مقدمته الجميلة والتي أعتبرها مرافعة نقدية جميلة.
ما هو المطلوب من المخرج الذي سيتعامل لاحقا مع نص “غضبة الباي”؟
في حال ما وجد هذا النص طريقه إلى الركح، من الضروري أن يتمسك بلحظاته الدرامية القوية، أعتقد أن المسرح الجزائري بحاجة إلى هذه الموضوعات المأخوذة من التاريخ، لأن مثل هذه الشخصيات ينبغي أن تجد طريقها إلى الجمهور.
