ندوة” الفرجة المسرحية في الجزائر رؤية جديدة”
رصد علاقة التراث الشعبي بالتجربة المسرحية في الجزائر
احتضن فضاء محمد بن قطاف بالمسرح الوطني، يوم الإثنين 25 ديسمبر 2023، ندوة حول “الفرجة المسرحية في الجزائر رؤية جديدة” نشطها كل من رشيد بوشعير ومريم سبابو وعبد الحميد بورايو، وذلك ضمن البرنامج الفكري المرافق للدورة السادسة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المحترف.
دار النقاش خلال الندوة حول علاقة المسرح بمختلف أشكال التعبير الشعبي المتواجدة في الجزائر، على غرار حلقات المداحين في الأسواق الشعبية وشعراء الملحون، وهي التجربة التي توقف عندها الباحث عبد الحميد بورايو، والذي عاد خلال مداخلته إلى تجربته في سبعينات القرن الماضي عندما قام بتسجيل حلقات المداحين والشعراء في بسكرة ووادي سوف.
وقال بورايو إن هؤلاء المداحين لهم وظيفة اجتماعية، يقدمون عروض هي أقرب للمسرح تجمع عادة ما بين الرقص والغناء والنكت إضافة إلى الحكاية أو القصص وتخصص بعضهم في “المغازي” أو القصص الدينية بينما كان البعض الأخر يتناول مواضيع ذات صلة بالواقع الاجتماعي لمحيطه.
وأوضح الباحث في سياق مداخلته أن المؤسسة الثقافية الرسمية لم تهتم بهؤلاء المداحين أو القوالين في الأسواق لهذا نجدهم منحصرين في الفضاءات البعيدة عنما هو رسمي اذ يبقى المسرح حسبه الجهة الوحيدة التي حاولت الاستفادة من هذا الإرث والاستثمار فيه على الخشبة.
وعادت الباحثة مريم سبابو للحديث عن تجربتها في الوقوف مظاهر الاحتفال في السبيبة وأهليل بالصحراء أو “بوشيخ” بالشمال والهضاب العليا وهي مظاهر يتم الاحتفال بها عادة في ليلة حناء العروسة وفيها تتحول مساحة العرس إلى مسرح فرجوي تتبارى النساء والرجال في تأدية أنواع من الشعر أو الأداء الذي يسمى “التقدام”.
من جهة أخرى، قال الباحث رشيد بوشعير إن أزمة المسرح الجزائري تتمثل في عدم وجود نصوص كبيرة استطاعت أن تصل لتكون جزء من التراث المسرحي العالمي، على غرار إرث شكسبير في بريطانيا وبريخت في ألمانيا.
وعود حسب رشيد بوشعير إلى كون المسرح ليس من تراثنا لأن كل أمة تجد نفسها في شكل تعبيري معين، فإذا كان الغرب مثلا ورثوا عن الإغريق المسرح وهو من صميم ثقافته فإننا كعرب نجد أنفسنا أفضل في الشعر.