الباحث عبد الحميد بورايو:

يجب إنشاء مركز وطني يعنى بالتراث الشعبي

دعا الدكتور عبد الحميد بورايو إلى إنشاء مركز وطني يهتم بالأرشفة والبحث وتصنيف التراث الشعبي، بهدف العمل على استغلاله والاستفادة منه، وأضاف بورايو خلال مشاركته في ندوة حول “الفرجة المسرحية في الجزائر رؤية جديدة”، في إطار الندوات الفكرية المرافقة لفعاليات الدورة 16 من مهرجان المحترف، أن المسرح يبقى المؤسسة الثقافية الوحيدة التي عملت على الاستفادة من التراث الشعبي.

 أشرت خلال محاضرتك إلى كون المسرح هو المؤسسة الوحيدة التي عملت على الاستفادة من التراث الشعبي، كيف ذلك؟

قناعتي أن المسرح يكاد يكون  المؤسسة الوحيدة التي استفادت من التراث الشعبي، ذلك أن المسرح الجزائري ارتبط منذ البداية بالممارسات التراثية الشعبية لأنه ولد وسط الجماهير والناس العاديين، وكانت أعمال رشيد قسنطيني وعلالو ومصطفى دحمون مستمدة من التراث، ولم يكن مسرحا بالمفهوم الغربي لهذا الفن بل كانت عبارة عن نوع من “السكاتشات” القائمة على الإضحاك والفرجة التي تعود عليها الجمهور الجزائري في الأسواق  فاقتبست هذه الأعمال من تراث المداحين وحلقات الرواة في الأسواق وبالتالي كان هناك النوع من التواصل بين المسرح والتراث، و نشأت علاقة صحية وجدية بين التراث الشعبي وخشبة المسرح .

ورغم هذه الاستفادة لكن يبقى حسبكم التراث الشعبي غير معترف به رسميا، أليس هذا تناقض؟

المسرح استفاد من التراث الشعبي صحيح، لكني أقصد أن السياسية الرسمية بعد الاستقلال تسببت في قطيعة مع التراث الشعبي، واعتبرته شكلا تعبيريا قديم ومنحط لا يستحق الاهتمام، ومديريات الثقافة ودور الثقافة مثلا  لم يكن لها اهتمام بالتراث الشعبي، وإذا استثنينا ربما الإذاعة التي اهتمت قليلا بالشعر الملحون نجد أن أغلب المؤسسات الثقافية الرسمية وحتى المؤسسة الجامعية النقدية لم تبد الكثير من الاهتمام تجاه هذه الأشكال التعبيرية الشعبية حتى ضاع أغلبها بسبب التغيرات والتحولات التي عرفها المجتمع الجزائري، وبسبب أيضا عدم وجود مركز أرشيف مختص في التراث.

وهل تعتبر هذه دعوة الى إيجاد هذا المركز؟

نعم من الضروري أن يتم إنشاء مركز وطني متخصص في أرشيف التراث يعنى بالتوثيق والبحث والتصنيف واستغلال هذا التراث والحفاظ عليه، وأيضا لمنح الإطار الأمثل للباحثين من أجل العمل على الاقتباس والاشتغال على تراثنا في مختلف المجالات.

نتحدث اليوم عن مسرح ما بعد الدراما، والمسرح داخل المسرح وغيرها، كيف يمكن للتراث أن يخدم هذه الاشكال المسرحية الجديدة؟

أعتقد أن الاطلاع ومعرفة هذا التراث يفيد كثيرا المسرحيين الجدد، لأن الاستفادة من التقنيات والنظريات والأطروحات الحديثة لا يجب أن يكون بمعزل أو منقطعا عن التراث، لأنه يمنح الخلفية المعرفية والخصوصية الثقافية والبصمة الخاصة للأعمال.

شارك المقال