وزيرة الثّقافة والفنون صورية مولوجي تفتتح المهرجان

دورة الفنّان سيد أحمد أقومي إضافة رفيعة المستوى للمشهد المسرحيّ الجزائريّ

اعتبرت وزيرة الثّقافة والفنون، الدّكتورة صوريّة مولوجيّ، خلال كلمتها الافتتاحيّة للدّورة السّادسة عشر من المهرجان الثّقافيّ الوطنيّ للمسرح المحترف، أنّ ” دورة الفنّان سيد أحمد أقومي” إضافة رفيعة المستوى للمشهد المسرحيّ الجزائريّ الذي عرف هذه السّنة حركيّة واسعة وديناميّة حقيقيّة من خلال النّشاطات المحلّيّة والوطنيّة الخاصّة بالمسرح، إلى جانب العروض المسرحيّة، والورشات والأيّام التّكوينيّة الخاصّة بفنون العرض المسرحيّ.

ونوّهت بمبادرة مصالحها، مطلع 2024 التي تصبّ في سياق ترقية الفعل المسرحيّ من خلال إبرام اتفاقية مع وزارة التّعليم العاليّ والبحث العلميّ حول ما اتّفق على تسميته ” المسرح في رحاب الجامعة ” وذلك لتعزيز دور المسرح في الوسط الجامعيّ على مستوى المؤسّسات البيداغوجيّة أو في الإقامات الجامعيّة، ما سيسهم في خلق وتشجيع الفرق المسرحيّة الجامعيّة وتقديم العروض المنتجة من طرف المسارح الجهويّة، إلى جانب تجسيد العمل بين المسارح الجهويّة المختلفة والطّلبة المبدعين، مبدية ثقتها بمديري المؤسّسات المسرحيّة لبذل أقصى الجهد في مرافقة ودعم هذا المشروع الهادف على أحسن ما يكون.

وعبّرت السّيّدة الوزيرة عن سعادتها في مستهلّ هذا الموعد الثّقافيّ والفنّيّ الرّفيع، بنخبة أهل الفنّ ونجوم الجزائر، متقدّمة إلى كلّ المشاركين من الفنّانين والمسرحيّين والحضور، بأسمى عبارات التّرحاب في رحاب المسرح الوطنيّ الجزائريّ، هذا البيت الكبير لكلّ المبدعين في عوالم أب الفنون، وهذا الفضاء السّاهر بالجماليّات والإبداع والقيم النّبيلة، حيث قالت: ” في البداية، لست نجمة، لكن أتمنّى أن يشعّ الحبّ الذي أكنّه لكلّ الفنّانين، كالنّور في سماء إبداعاتهم السّاطعة”.

وأوضحت أنّ هذه الدّورة السّادسة عشر من المهرجان الثّقافيّ الوطنيّ للمسرح المحترف، هي واجب التّكريم للقامة الفنّيّة الفنّان القدير سيد أحمد أقومي، تأكيدا لقيمة الوفاء للأجيال المؤسّسة للمشهد المسرحيّ والفنّيّ في بلادنا، مع استلهام السّيرة والمسار لهؤلاء الذين أناروا الإبداع في كلّ الظّروف، فتألّقوا داخل الوطن، وصنعوا مجدا فنّيّا للجزائر في المحافل الدّوليّة الكبرى.

إلى ذلك، أفادت وزيرة الثّقافة والفنون، أنّ هذا التكريم والاحتفاء، يندرج ضمن الرّؤية السّديدة التي تنتهجها القيادة السّياسيّة في بلادنا، وفي مقدّمتها السّيّد رئيس الجمهوريّة عبد المجيد تـبّون، الذي أولى عناية فائقة واستثنائيّة للفنّان الجزائريّ، رعاية ومرافقة وتكريما. وهو يعبّر عن اهتمامه الخاصّ بالقطاع الثّقافيّ والفنّيّ، مبديا كلّ الحرص على ضمان حقوق الفنّان وصون كرامته ليكون في طليعة القائمين بالتّحدّيات الكبرى للجزائر على كافّة الأصعدة والمستويات. ولأدلّ على هذه العناية والرّعاية من الإنجاز الكبير الذي تحقّق هذه السّنة، صدور المرسوم الرّئاسيّ المتضمّن القانون الأساسيّ للفنّان الذي يعدّ إنجازا وطنيّا تحقّق، بعد أن كان حلما منذ الاستقلال، وهو إلى جانب كونه إطارا قانونيّا يحمي الفنّان ويضمن الوضعيّة السّوسيومهنيّة له، سيحقّق قفزة نوعيّة في مجال الاستثمار الثّقافيّ، مع خلق سوق فنّيّة متنوّعة تعمل على إنتاج الثّقافة ليس في جانبها الفكريّ والإبداعيّ فقط، وإنّما كثروة اقتصاديّة تساهم في التّنمية الوطنيّة.

وفي سياق ذي صلة، نوّهت المسؤولة الأولى عن قطاع الثّقافة بالجزائر، بانبثاق نصّ عن المرسوم الرّئاسيّ المحدّد لكيفيّات إنشاء التّعاونيّات الفنّيّة وتسييرها، بغية تسهيل عملها وتمكينها من الارتقاء في سلّم الاحترافيّة وحمل المنجز المسرحيّ نحو آفاق أرحب، معربة عن تقديرها للنّجاحات التي تحرزها التّعاونيّات المسرحيّة وتشريفها للجزائر في التّظاهرات المسرحيّة الكبرى.

كما أكّدت على المسؤوليّة المجتمعيّة للفنّان ذات الأهمّيّة الكبيرة، باعتبار أنّ المبدعين هم حماة الذّاكرة والوجدان، يذودون عن الوطن كلّ أشكال العنف والكراهيّة والتّطرّف لما يلهمون النّاس من قيم السّماحة والتّسامح والمحبّة والسّلام، تأكيدا بأنّ المسرح في جوهره فعل إنسانيّ خلّاق، مشيرة إلى أنّ الصّراعات التي يشهدها العالم اليوم، أدّت إلى التّباعد عن الجوهر الحقيقيّ للإنسانيّة في أبسط صورها، وقد حان الوقت لإيقاظ ضمير العالم، خاصّة أمام ما نشهده اليوم من جرائم ضدّ الإنسانيّة يقترفها الكيان الصّهيونيّ ضدّ الشّقيقة فلسطين، التي ستظلّ كما قال السّيّد رئيس الجمهوريّة “قضيّة وطنيّة للجزائر”.

وفي ختام خطابها، جدّدت الوزيرة شكرها وامتنانها لكلّ المشاركين في المهرجان الوطنيّ للمسرح المحترف، وأعضاء لجنة التّحكيم والفرق المسرحيّة المشاركة.

شارك المقال