عبد الحليم بوشراكي: على المسرحيين استيعاب الملحمة الحقيقية التي صنعتها غزة

تحدث الدكتور عبد الحليم بوشراكي من كلية الفنون بجامعة قسنطينة، خلال الندوة الفكرية الموسومة بـ “المسرح المقاوم من الثورة الجزائرية إلى نصرة الأقصى” التي احتضنتها قاعة امحمد بن قطاف، يوم السبت 23 ديسمبر 2023، ضمن فعاليات الطبعة السادسة عشرة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، عن عدة مفاهيم للمسرح المقاوم، وقد ركز على الأحداث المأساوية التي تعيشها فلسطين في الوقت الحالي، وما تواجهه غزة من محن عصيبة.

  • ما هي خصوصية المسرح المقاوم؟ 

المسرح كله مقاوم منذ بداية البشرية، لأن الدراما هي عبارة عن محاكاة ومحاولة إيقاف هذا الزمن ظرفيا لاستيعابه والعيش فيه ثم تجاوزه، يمكننا القول إن الانسان يقاوم منذ بداية البشرية.

  • أشرت إلى مفاهيم كثيرة في المسرح المقاوم، ما أهم المفاهيم التي تمثل القضية الفلسطينية؟

نحن أمام سقف جديد للقيم في ظل ما يحدث في غزة اليوم، قديما كنا نقوم باستحضار المشهد ثم تقديمه في قالب درامي، أما الآن نحن أمام تجربة فريدة ومأساة إنسانية حقيقية يشاهد العالم كل تفاصيلها، يمكننا القول إن غزة رفعت سقف التعاطي الجمالي عاليا بشكل يعجز الفن عن تجسيده، كيف يمكن الفنان أن يحاكي مشهد جد”روح الروح” الذي يحضن حفيدته الشهيدة ريم وهي لم تتجاوز الخمس سنوات.

  • ما هي تجليات القيم الجمالية الاستثنائية التي صنعتها غزة على الواقع؟

غزة أسقطت قيما جمالية قديمة أهمها صورة المسلم الملتحي الذي سعى اليهود الأمريكان إلى تكريسها منذ ثلاثين عاما، وهو الامر الذي دفعهم اليوم إلى محاولة إيجاد طرح جديد لهذه الصورة وبعثها من جديد.

  • خلال الندوة وصفت خشبة المسرح بأنها محكمة إنسانية في وجه الجرائم، إلى أي مدى أنصفت هذه المحكمة القضية الفلسطينية على مر الزمن؟ 

صحيح أن الخشبة هي فضاء موضوعي لمحاكمة كل الجرائم المرتكبة ضد الانسانية إلا أننا اليوم نحن أمام معترك جديد، سابقا قدمت اتفاقية أوسلو قدمت 78 بالمائة من الأراضي الفلسطينية للإسرائيليين، لكن أحداث السابع من أكتوبر قلبت الموازين وصنعت ملحمة إنسانية جديدة بفضل قاعدتين أساسيتين وهما حنكة المقاومة وصمود الشعب، الآن نحن امام ملحمة عينية مختلفة عن الملاحم التي كنا نقرأها كمرجعية لذلك نحن بحاجة إلى اعادة ترتيب وتنظيم قيم جديدة تتماشى مع هذا المعطى.

  • وما هو المطلوب من المسرحيين اتجاه فلسطين وغزة؟

المطلوب من المسرحيين العرب خصوصا والعالميين عموما استيعاب ما يحدث في غزة بعمق وليس بالبساطة المعتادة، لأن اشكالية استيعاب الواقع تبعد المسرحي عن الذوق الجمالي، كلما استوعبنا الواقع بطريقة أكثر شمولا وعمقا كلما كانت لدينا القدرة على تقديم فن أكثر نبلا وجمالية.

شارك المقال